المندرة نيوز

د. عبدالعزيز الزبير باشا يكتب.. اللجنة ٤+٢: رعاة الانقسام ومهندسو تسليم السودان

الخرطوم=^المندرة نيوز^
حين تجتمع ست دول – الولايات المتحدة، بريطانيا، مصر، السعودية، الإمارات، وقطر – تحت لافتة “السلام في السودان”، بينما الواقع يكشف أنها تغض الطرف عن التمرد، وتموّل الانقسام، وتغض النظر عن الجرائم، فليس من المبالغة أن نقول إن اللجنة ٤+٢ ليست سوى حصان طروادة لتفكيك السودان وتمرير تسوية تُبقي على الخراب وتمنح الجوائز للمجرمين…

ولادة عصابة في دارفور… بإشراف ضمني من اللجنة؟

إعلان ما سُمِّي بـ” *عصابة دارفور* ” قبل أسابيع، لم يكن حدثًا محليًا عابرًا، بل خطوة سياسية ممنهجة نحو تقسيم السودان فعليًا، وبرعاية غير مباشرة من بعض مكوّنات اللجنة. هذا الكيان، الخارج على الدولة، الذي تأسس في مناطق إنتشار مليشيا الدعم السريع، ما كان ليُعلن دون ضوء أخضر وتجاهل دولي مقصود….

هل يمكن تخيّل أن يتم إعلان حكومة موازية في أي دولة مستقرة دون ردّ فعل دولي؟ بل على العكس، رأينا صمتًا مريبًا، إن لم نقل مباركة خفية، من أعضاء اللجنة ما عدا مصر ، وكأن هذه الخطوة تندرج في السيناريو الأكبر لتقسيم البلاد على الطريقة اليوغوسلافية.

ما بين الدعوة لوحدة السودان… وصناعة الأمر الواقع على الأرض

تتحدث اللجنة في بياناتها عن “ *الحفاظ على وحدة السودان* ”، بينما هي عمليًا تغض الطرف عن تأسيس سلطة بديلة في دارفور، وتسوّق لوقف إطلاق نار يُبقي المليشيا في مواقعها، ويمنع الحسم العسكري الذي يتطلع إليه ملايين السودانيين…

بل *الأخطر* من ذلك، أن الرباعية الموسّعة (أمريكا، مصر، السعودية، الإمارات) ومعها بريطانيا وقطر، تمنح الغطاء السياسي والدبلوماسي للتمرد، وتدعو الجيش السوداني للجلوس مع من ارتكب التطهير العرقي وكأن شيئًا لم يحدث…

أين هي اللجنة من حصار الفاشر؟ من اغتصاب النساء في الجنينة؟ من تهجير مئات الآلاف؟ من المقابر الجماعية؟

أم أن هذه الجرائم لا تُحتسب حين تكون المليشيا هي الطرف المرتكب، والإمارات هي الراعي والداعم؟

*مشروع تفكيك الدولة… بأدوات تفاوضية*

كل ما يجري حاليًا تحت مظلة اللجنة ٤+٢ ليس سوى هندسة لواقع جديد:
• عصابة في دارفور
• جيش في بورتسودان
• عواصم تفاوضية بديلة (جدة، الدوحة، المنامة…)
• توازن قوة مزيّف يساوي بين الدولة والمليشياذ
• و” *حل سياسي* ” يتجاهل الشعب السوداني بالكامل

إذا مضت هذه المعادلة كما يراد لها، فسنجد أنفسنا أمام سودان مخلخل السيادة، متعدد العواصم، متعدد الجيوش، بلا مركز قرار، وبلا وحدة وطنية. وهذا تحديدًا ما تسعى اللجنة إلى فرضه: هدنة على المقاس، وتفكيك ناعم للدولة، يُمرر باسم السلام.

لا وصاية، لا تقسيم، لا شرعنة للكيانات المتمردة

على اللجنة أن تدرك:
• أن الشعب السوداني لن يقبل بوجود *عصابة* داخل وطن واحد
• أن الجيش لن يُساوي نفسه بمليشيا مأجورة تموَّل من الخارج
• أن وحدة السودان ليست ملفًا تفاوضيًا، بل خط أحمر
• وأن أي اتفاق يتجاهل هذه الحقائق سيسقط قبل أن يُولد

*الرسالة إلى اللجنة ٤+٢:*

كفّوا عن التلاعب بمصير السودان،
وقِفوا عن توفير الغطاء للمتمردين،
ولا تتحدثوا عن السلام وأنتم تصمتون عن إعلان “ *حكومات* ” انفصالية في قلب البلاد…

السودان دولة واحدة، لا تُدار من الخارج، ولا تُقسَّم بقرارات لجان.
ومن أراد السلام، فليبدأ باحترام وحدة هذا الوطن ومؤسساته…

*وطن ومؤسسات…*
*السودان أولًا وأخيرًا…*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا*

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *