المندرة نيوز

وطن ومؤسسات_ عبدالعزيز الزبير باشا يكتب.. الجيش والشعب: شراكة المصير… وغياب الأحزاب عن الوعي الوطني

الخرطوم=^المندرة نيوز^
في زمن تتكشف فيه معادن الرجال، وتُختبر فيه إرادات الأمم، لا مجال للمناورات، ولا حيّز للمواقف الرمادية. السودان يمرُّ اليوم بأدق مراحل تاريخه الحديث، مرحلة تُرسم فيها خرائط السيادة بالدم، لا بالحبر، ويُكتب فيها مستقبل الدولة بإرادة الميدان، لا بمذكرات السفراء…

في هذا السياق المصيري، تثبُت الحقائق الكبرى التي لا تحتاج إلى بيان، أولها أن الشعب السوداني قد اختار، بلا مواربة، أن يضع ثقته الكاملة في قواته المسلحة، وفي قيادتها الوطنية، باعتبارها الحصن الأخير، والسد المنيع، ومجسّد إرادته الحرة…

القوات المسلحة: ضمير الوطن ودرعه*
إن من ينكر موقع الجيش في ضمير الأمة، إنما يُنكر فطرة الشعب ذاته. فالجيش السوداني ليس قوة تنفيذ، بل هو تجلٍّ لروح البلاد، ومزيج من تاريخ التضحية ووعي الانتماء. وكلما اشتدت المحنة، ازداد هذا الارتباط التصاقًا وصلابة…

لقد حمَل الجيش، دون مِنّة، عبء الدفاع عن وحدة التراب، وعن كرامة الشعب، في وقتٍ فرّت فيه الأحزاب من واجبها، وانشغلت بالترقيع السياسي ومغازلة الخارج. لكن الميدان لا يعرف الخداع، والتاريخ لا ينسى..

الأحزاب: هروب من المعركة وتهافت على السراب
أما الأحزاب السياسية، فقد أثبتت أنها خارج لحظة الوطن، تائهة في حسابات قديمة، ومأسورة لأوهام النفوذ الذي لم يعد له موضع في وجدان الناس. لم تستطع هذه الأحزاب أن تقدّم مشروعًا وطنيًا جامعًا، ولم تُفلح في قراءة نبض الشارع، فانكمشت في عزلتها، وانتهت إلى مجرد هامش تعيس على دفتر الوطن…

لقد أدرك السودانيون اليوم أن هذه الأحزاب، بمختلف تسمياتها، تمثّل معركة جانبية لا تستحق الانشغال، وأن معركتهم الحقيقية هي مع الحفاظ على الأرض، واسترداد الدولة، وحماية السيادة من المخططات المعلنة والمستترة…

الحكومة المعيّنة: الاتزان في لحظة الانفعال
ورغم كثافة التحديات، اتخذت الحكومة المعيّنة مسارًا واعيًا، يرفض الانجرار وراء الاستقطاب، ويُراهن على صلابة مؤسسات الدولة لا على شعارات الشارع. وقد أدركت الحكومة، في هذا السياق، أن إسناد الدولة إلى الأحزاب مجددًا سيكون بمثابة تسليم رقبتها لأيدي العجز والتردد…

إن تمسّك الحكومة بخطها المؤسساتي، رغم ضعف التمثيل الإعلامي والسياسي حتى الآن، يعكس اتجاهاً يُراهن على الحلول الحقيقية لا على التسكين الخطابي، ويُمهّد لإعادة الاعتبار للدولة كفكرة، لا كغنيمة…

لى فخامة رئيس الجمهورية:
_اللحظة لحظة قيادة_
وفي خضمّ هذا المشهد، تترقّب الأمة السودانية من رئيسها أن يمضي إلى الأمام بلا تردّد، وأن يتقدّم الصفوف بثقة رجل الدولة، لا كفاعل مؤقت، بل كقائد لمسار تاريخي لا يحتمل التلكؤ…

فخامة الرئيس
إن الشعب السوداني لم يُفوّض أحدًا سواك. وإن المؤسسة العسكرية التي واجهت أعداء الداخل والخارج، إنما تستمد مشروعيتها من دعمك المباشر، ومن قدرتك على اتخاذ القرار الحاسم في الوقت الحاسم…

لقد جاءت ساعة الحسم. والحسم لا يكون إلا بقبضة عادلة، تفرض الاستقرار، وتحسم التردد، وتُقصي من يُعرقل، وتُكافئ من يُضحّي. السودان اليوم لا يحتاج التوازنات المصطنعة، بل يحتاج رجلاً يقول: *أنا المسؤول* ، وهذه إرادة الأمة…

إلى المجتمع الدولي: لا شرعية خارج الميدان
على الشركاء الدوليين أن يدركوا أن الشعب السوداني قد حسم خياراته. وأن لا تمثيل فوق تمثيل المجلس الأعلى للانتقال، ولا شرعية تعلو على شرعية الميدان. ومن يريد الخير لهذا البلد، فعليه أن يكلّم قيادته الشرعية، لا أن يصطنع “ *قادة* ” وهميين تُركوا خلفهم حتى من جماهيرهم المحدودة….

الختام:
نحن في لحظة دولة… لا لحظة رأي
ليست هذه مرحلة الحوار حول الرؤى، بل لحظة حماية الوجود. وإن لم تمسك القيادة العليا بالدفة، وتُصدر التعليمات الحاسمة، وتُغلق الأبواب على التشتت، فلن يغفر التاريخ، ولن يرحم الجغرافيا..
وليس من الحكمة أن يُترك البلد رهينة مؤتمرات خارجية، ولا أن يُنتظر المجهول. إن السودان الآن يحتاج إلى قرار سيادي واضح، يصدر من *رأس الدولة* ، لا من هوامشها…

فخامة الرئيس
، إن الشعب معك، والجيش معك، والمستقبل ينتظر من يقوده، لا من ينتظره…

*وطن و مؤسسات…* *السودان أولا و أخيراً…*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا..*

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب