الخرطوم=^المندرة نيوز^
نفذت طائرات مسيّرة سلسلة من الغارات الجوية يوم الجمعة استهدفت مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من شمال دارفور، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير آليات عسكرية، في تصعيد يُعد الأحدث منذ توقف القصف الجوي الذي كان ينفذه الطيران الحربي السوداني قبل أكثر من أربعة أشهر. ووفقًا لمصدرين تحدثا إلى “دارفور24″، فقد استهدفت إحدى الغارات البوابة الغربية لارتكاز قوات الدعم السريع في منطقة أم كدادة، وأسفرت عن تدمير سيارتين عسكريتين، إلى جانب مقتل أربعة عناصر وإصابة اثنين آخرين، دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين.
أم كدادة تقع على بعد نحو 170 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الفاشر، وتشهد منذ أسابيع توترًا متصاعدًا في ظل تحركات عسكرية متبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وفي مدينة المالحة، التي تبعد نحو 210 كيلومترات شمال شرق الفاشر، أفاد مصدران بأن طائرة مسيّرة قصفت تجمعًا لقوات الدعم السريع، ما أدى إلى خسائر بشرية وتدمير مركبات عسكرية، فيما جرى نقل المصابين إلى مدينة الكومة لتلقي العلاج. وأضاف المصدران أن الغارات تسببت في تصاعد أعمدة دخان كثيفة من موقع الاستهداف، ما أثار حالة من القلق بين السكان المحليين.
شهود عيان ومصادر محلية أكدوا حدوث تحليق مكثف لطائرة مسيّرة فوق سماء مدينة مليط لساعات، دون أن تُسجل أي غارات جوية في تلك المنطقة. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من قوات الدعم السريع بشأن الهجمات، التي تأتي بعد فترة من الهدوء النسبي في العمليات الجوية، منذ إسقاط طائرة تابعة للجيش السوداني في محيط مدينة الفاشر في أبريل الماضي، وهو الحدث الذي دفع الجيش إلى تقليص نشاطه الجوي في شمال دارفور بعد تعزيز قوات الدعم السريع لقدراتها الدفاعية في تلك المنطقة. الهجمات الأخيرة تشير إلى تحول في نمط العمليات العسكرية، مع اعتماد متزايد على الطائرات المسيّرة في استهداف مواقع الدعم السريع، وسط استمرار النزاع المسلح الذي يهدد بمزيد من التصعيد في الإقليم.