المندرة نيوز

عبدالعزيز الزبير باشا يكتب.. الريس يلتقي المبعوث الأمريكي في سويسرا: ما قبل وما بعد اللقاء

الخرطوم=^المندرة نيوز^
في تطوّر سياسي لافت، أكدت مصادر متقاطعة أن فخامة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عقد مساء الإثنين اجتماعًا مطوّلًا استمر نحو ثلاث ساعات في سويسرا مع مسعد بولس المبعوث الأمريكي للشؤون الإفريقية والمستشار السابق للرئيس دونالد ترامب.
اللقاء الذي تم بترتيب قطري رفيع المستوى، ناقش مقترحًا أمريكيًا لوقف شامل لإطلاق النار في السودان وفتح ممرات إنسانية آمنة، إضافة إلى ملفات أمنية واستراتيجية أوسع…

من التصعيد الميداني حتى طاولة سويسرا
جاء الاجتماع في ظل تصعيد ميداني عنيف في إقليم دارفور، وبالتحديد الهجوم الواسع على مدينة الفاشر، وسط تقارير عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع وأعوانها من الخونة وداعميهم الخارجيين. هذا التصعيد دفع نحو تحرك دولي مباشر، بعد أن أثبتت مسارات جدة والقاهرة السابقة عجزها عن تحقيق اختراق حقيقي…

كما أظهرت بيانات حركة الطيران وصول طائرة أميرية قطرية من بورتسودان إلى سويسرا ثم عودتها إلى السودان، في مؤشر على الدور اللوجستي والسياسي الذي لعبته الدوحة في تهيئة اللقاء…

أجندة اللقاء: إجراءات على الأرض
وفق مصادر حكومية وإعلامية، تركز الحوار على ثلاثة محاور أساسية:
1. وقف إطلاق نار شامل، مع آليات مراقبة وضمانات، شريطة وقف أي دعم خارجي للمتمردين وأذرعهم الخائنة…
2. فتح ممرات إنسانية آمنة إلى الفاشر والدلنج وكادوقلي، بإشراف أمريكي–أممي–سوداني لضمان انسياب المساعدات…
3. خفض التوتر الإقليمي عبر تفعيل قناة تفاوض مباشرة بين الخرطوم وواشنطن في قضايا الأمن البحري ومكافحة الإرهاب، مع احترام السيادة ووحدة المؤسسات…

التوقيت ودلالاته
اللقاء تزامن مع هجمات عنيفة نفذتها الميليشيا المتمردة في الفاشر، في محاولة للتأثير على المفاوضات وفرض أمر واقع ميداني. غير أن هذا التزامن قد يعكس أيضًا إدراك الداعمين الخارجيين أن المسار السياسي بدأ يأخذ زخمًا دوليًا قد يحد من قدرتهم على التحكم في مجريات الصراع…

مغامرة سياسية على فوهة البندقية
إعلان ميليشيا الدعم السريع المتمردة وأذنابهم الخونة وداعميهم الإقليميين والدوليين عن تشكيل “ *حكومة موازية* ” ليس سوى مقامرة سياسية خطيرة. فهي خطوة تتجاوز كونها تحديًا للسلطة القائمة، إلى محاولة نسف فكرة الدولة نفسها، وترسيخ منطق القوة على حساب التوافق والسيادة. هذا التحرك يهدد بتعميق الانقسام ويضع العملية التفاوضية أمام اختبار صعب…

الخطوط الحمراء السودانية
مصادر سيادية أكدت التمسك بثلاثة ثوابت لا نقاش حولها:
• عدم المساومة على السيادة الوطنية ومؤسسات الدولة
• رفض أي تمثيل سياسي للميليشيات المتمردة وحلفائها بعد الحرب .
• الحفاظ على وحدة البلاد جغرافيًا وسياسيًا دون تفريط في أي شبر من أرضها …

لقاء سويسرا ليس مجرد جلسة مغلقة، بل اختبار جدي لإرادة المجتمع الدولي— وفي مقدمته واشنطن —في معالجة جذور الأزمة، لا الاكتفاء بعلاج أعراضها. نجاحه مرهون بوقف تدفق الدعم الخارجي للمتمردين، وفتح الممرات الإنسانية، وتثبيت سردية الدولة السودانية في وجه حملات التشويه ومحاولات التقويض…

تحذير واجب:
لا ينبغي أن تتحول أي عملية سياسية إلى مظلة تحمي ميليشيا الدعم السريع أو تعطيها شرعية لم تحصل عليها ميدانيًا أو شعبيًا. السودان باقٍ بمؤسساته، لا بسطوة الميليشيات ولا بصفقات الظل…

*وطن ومؤسسات* …
*السودان أولًا وأخيرًا* …

*د. عبد العزيز الزبير باشا*
*13/8/2025*

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *