الخرطوم=^المندرة نيوز^
نشر القامة الإعلامية د. عصام بطران قبل ثلاثة أشهر مقال قيم كتبه المهندس مستشار عبدالقادر همد ، حول الورشة التى نظمتها صحيفة خرطوم نيوز بعنوان “المخطط الهيكلي ولاية الخرطوم ومتغيرات ما بعد الحرب والتى شارك فيها ولاة وخبراء ومختصون ، يبدو أن مخرجاتها القيمة يتم تنفيذها حرفيا الان بواسطة حكومة ولاية الخرطوم وفقها الله لما فيه خير البلاد والعباد ..
شجعنى هذا التوجه الجديد على متخذى القرار ببلادنا وانتظرناه طويلا لأعيد نشر مقال سابق للبعد الاخر حوّل ذات الموضوع استندت فيه حينها على حلقات قيمة لبرنامج “قبل العناية المركزة” الذى كنت اقدمه “بالإذاعة الطبية” استضفت فيه حينها وزير البنى التحية الأسبق بولاية الخرطوم المرحوم د. احمد قاسم ، عسى ان يكون داعما لهذه الجهود المحترمة التى يجرى تنفيذها بولاية الخرطوم بعد تحريرها من دنس التمرد الغاشم ..
يُعَدُّ المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم من أهم الأدوات الاستراتيجية لتنظيم النمو العمراني وضبط التوسع السكاني والخدماتي في عاصمة السودان. غير أن تنفيذ هذا المخطط يواجه جملة من التحديات التي تجعل عملية إنزاله إلى أرض الواقع أكثر تعقيداً مما هو متصور على الورق.
أول هذه التحديات هو النمو السكاني المتسارع نتيجة للهجرة الداخلية والنزوح بسبب النزاعات، مما يؤدي إلى ضغط متزايد على الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والصرف الصحي. هذا النمو غير المخطط يخلق أحياء عشوائية تتوسع على حساب الأراضي الزراعية والمناطق المخصصة للمشروعات التنموية.
ثاني التحديات يكمن في ضعف التمويل والاستثمارات اللازمة لتنفيذ مشاريع البنية التحتية المرتبطة بالمخطط، حيث إن الاعتماد على الموارد الحكومية المحدودة لا يغطي الاحتياجات الفعلية. كما أن ضعف الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية يقلل من فرص الإسراع في التنفيذ.
ومن التحديات أيضاً التداخل المؤسسي وضعف التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة، إذ غالباً ما تتضارب القرارات بين الوزارات والوحدات المحلية، ما يؤدي إلى تعطيل المشاريع أو تنفيذها بطريقة مجزأة لا تحقق الأهداف الكلية للمخطط.
إضافة إلى ذلك، يواجه المخطط صعوبة في ضبط استخدامات الأراضي نتيجة لضعف الرقابة على التعديات والتوسع غير القانوني، بجانب مشاكل التعويضات الخاصة بالمواطنين المتأثرين بعمليات التخطيط، والتي تُحدث توتراً اجتماعياً يعرقل العمل.
كما يشكل الوضع الاقتصادي العام والتقلبات السياسية تحدياً كبيراً، حيث إن حالة عدم الاستقرار تقلل من استدامة تنفيذ المشاريع وتضعف ثقة المستثمرين في المشاركة.
بعد اخير :
خلاصة القول، إن تنفيذ المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم يتطلب معالجة هذه التحديات عبر إصلاح مؤسسي، وتعزيز التمويل، وتشجيع الشراكات، وتفعيل التشريعات، لضمان أن تتحول الخرطوم إلى مدينة منظمة قادرة على استيعاب النمو المستقبلي بصورة مستدامة .. واخيرا، يجب اجراء هذه الجراحات الصعبة الان لتعود الخرطوم معافاة من التشوهات الهيكلية وفوضى التخطيط والتمدد العشوائى وسيادة مافيا الاراضى التى كبلتها حد الاختناق قبل الحرب … ونواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الاربعاء(20 اغسطس 2025م)