المندرة نيوز

السودان على مفترق طرق: بين النفوذ الإقليمي وحماية السيادة الوطنية.. حفيد الزبير باشا يخاطب القائد العام

الخرطوم=^المندرة نيوز^
الخرطوم  رسالة مفتوحة إلى فخامة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة

يشهد القرن الإفريقي هذه الأيام حركة دبلوماسية مكثفة تكشف صراع النفوذ بين قوى إقليمية ودولية. زيارة الوفد الإماراتي إلى الصومال بالتوازي مع زيارة مدير المخابرات العامة لجمهورية السودان لمقديشو لم تأتِ مصادفة، بل تعكس سباقاً على خطوط الملاحة البحرية والموانئ الاستراتيجية، حيث يسعى كل طرف لتعزيز موقعه على خرائط النفوذ الإقليمي..

*الإمارات: الاستثمار البحري والضغط الاستراتيجي*
تستثمر الإمارات في موانئ الصومال وجيبوتي، ليس فقط لتعزيز التجارة، بل للسيطرة على خطوط الإمداد البحري الحيوية بين آسيا وأوروبا. هذه التحركات تمنح أبوظبي قوة مؤثرة في الاقتصاد العالمي، لكنها تأتي أيضاً وسط اتهامات بدعم ميليشيا الدعم السريع المتمردة في السودان، ما يجعل خطواتها شرقاً جزءاً من محاولة تطويق السودان وفرض ضغوط اقتصادية واستراتيجية عليه.

*السودان: خطوة استخباراتية وقائية*
زيارة مدير المخابرات العامة لجمهورية السودان لمقديشو جاءت في توقيت حساس، لتؤكد قدرة السودان على مراقبة تحركات القوى الإقليمية ولإرسال رسالة مفادها أن الخرطوم لن تسمح باستخدام الصومال منصة لضرب أمنها. هذه الخطوة الاستراتيجية تحتاج إلى دعم سياسي داخلي وإجراءات أكثر حزماً لتصبح قوة فعلية على الأرض.

*مصر: الحفاظ على خطوط الملاحة الحيوية*
القاهرة تراقب بقلق التوسع الإماراتي في القرن الإفريقي، إذ أي تهديد لخطوط الملاحة البحرية ينعكس فوراً على إيرادات قناة السويس وأمن الممرات البحرية. مصر تعمل على مسارين: دعم السودان سياسياً لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وأمن البحر الأحمر، وإجراء اتصالات دقيقة مع مقديشو لضمان عدم تحويل النشاط البحري إلى تهديد مباشر…

*الأثر الاقتصادي: السودان والمنطقة والعالم*
*• السودان:* أي محاولة لتطويق البلاد أو تهديد الممرات البحرية سترفع كلفة النقل والتأمين على الصادرات والواردات، ما يضغط على العملة والأسعار ويؤثر على حياة المواطنين..
*• مصر:* اضطراب باب المندب يهدد إيرادات قناة السويس، ويجعل التنسيق مع الخرطوم ضرورة استراتيجية.
• *الخليج (الإمارات):* توسع النفوذ البحري يعزز قوتها، لكنه يخلق احتكاك مصالح مع السودان ومصر.
*• العالم:* أي اضطراب في القرن الإفريقي يرفع تكاليف الشحن ويؤثر على أسعار السلع عالمياً.

الدعوة للاستجابة الوطنية
في ظل هذه التطورات، يواجه السودان تحديات غير مسبوقة على الصعيدين الداخلي والإقليمي. من هذا المنطلق، يُعتبر استكمال ترسيم الحدود البحرية وتحديد الجرف القاري والبحر الإقليمي والمنطقة الاقتصادية الخالصة المدخل الأساسي لحماية السيادة الوطنية والحفاظ على حقوق السودان في الموارد البحرية، بما في ذلك الحقوق المتعلقة بالثروات الطبيعية في المناطق المتداخلة استراتيجياً مع بعض الدول المجاورة. هذا الإجراء يشكل الركيزة التي تُبنى عليها جميع الخطوات الأخرى لتأمين الممرات البحرية وضمان استغلال الموارد الوطنية بطريقة تحمي مصالح السودان..

وبناءً على ذلك، تمثل الخطوات التالية توصيات استراتيجية ضرورية:
*1. إعلان حالة الطوارئ القصوى والتعبئة العامة لتأمين الجبهة الداخلية والموانئ والممرات البحرية الحيوية..*
*2. تعزيز القدرات البحرية والاستخباراتية لضمان حماية السيادة في البحر والمياه الإقليمية* …
*3. إرسال رسائل ردع واضحة لكل الأطراف الإقليمية والدولية بأن السودان ملتزم بحماية حقوقه الوطنية ولن يكون الحلقة الأضعف في أي معادلة إقليمية* ..

*الخلاصة:*
استكمال ترسيم الحدود البحرية وحماية الحقوق الاقتصادية الوطنية هو المدخل الأساسي لكل الإجراءات الاستراتيجية الأخرى. إعلان التعبئة العامة وحالة الطوارئ، جنباً إلى جنب مع هذه الخطوة، يضمن استمرار سيادة السودان وحمايته من أي ضغوط خارجية، ويضع البلاد في موقع قوة على المستويين الإقليمي والدولي..

*وطن ومؤسسات…*
*السودان أولاً وأخيراً*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا*
*28/8/2025*

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *