الخرطوم=^المندرة نيوز^
أكدت اللجنة العليا لطوارئ الخريف بولاية كسلا جاهزيتها الكاملة للتعامل مع أي تطورات محتملة مرتبطة بفيضان نهر القاش، الذي يشكل تهديداً سنوياً للمدن والقرى الواقعة في شرق السودان. وشددت اللجنة على ضرورة الالتزام بالمصادر الرسمية عند تداول المعلومات المتعلقة بالأمطار والفيضانات، محذرة من الانسياق وراء الشائعات التي قد تؤثر سلباً على جهود الطوارئ والاستجابة السريعة.
وخلال الاجتماع الدوري للجنة، أوضح المهندس كمال الزين، مدير الإدارة العامة للطرق والجسور بوزارة البنى التحتية والتنمية العمرانية ورئيس اللجنة، أن فرق الطوارئ نفذت زيارات ميدانية إلى عدد من المناطق المتأثرة، حيث تم رصد كسورات محدودة في قرى تندلاي التابعة لمحلية أروما، وقرية توايت بمحلية تلكوك. كما أشار إلى تنفيذ أعمال ترميم للعراضات في منطقة أويتلا، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية الرامية إلى حماية مدينة كسلا من تداعيات الفيضان.
وأضاف الزين أن تدخلات عاجلة جرت بالتنسيق بين إدارة ترويض القاش ووزارة الري، حيث تم استخدام الآليات لمعالجة مناطق الهشاشة التي تشكل نقاط ضعف في البنية الوقائية. وأكد أن الاجتماع خلص إلى عدد من الملاحظات الفنية التي تهدف إلى تسريع وتيرة العمل في الجسور الواقية، رغم التحديات التي تواجه الفرق الهندسية، لا سيما تلك المتعلقة بالمقالع والحفريات التي تعيق التنفيذ السريع.
وفي إطار تعزيز التنسيق المؤسسي، شدد رئيس اللجنة على أهمية توثيق التعاون بين المحليات واللجنة العليا، مشيراً إلى ضرورة إبراز جهود الاستعداد المبكر عبر وسائل إعلام منظمة، بما يسهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي. كما كشف عن توجه اللجنة لإنشاء صفحة رسمية تكون بمثابة منصة موثوقة لنشر المعلومات الدقيقة المتعلقة بمستجدات الأمطار والفيضانات، في خطوة تهدف إلى الحد من تداول الأخبار غير المؤكدة.
ويُعد نهر القاش من أبرز الأنهار الموسمية في شرق السودان، حيث يشهد سنوياً موجات فيضان تؤثر بشكل مباشر على مدينة كسلا والمناطق الزراعية المحيطة بها. وقد ارتبطت هذه الفيضانات على مدار السنوات الماضية بخسائر كبيرة في الممتلكات والبنى التحتية، ما دفع السلطات المحلية إلى تكوين لجان طوارئ متخصصة، وتكثيف الجهود الهندسية للحد من آثارها المدمرة، عبر خطط وقائية واستجابة ميدانية تعتمد على الرصد المبكر والتدخل السريع.