الخرطوم=^المندرة نيوز^
التغيرات المناخية لم تعد نظرية أو خطرًا بعيدًا، بل هي واقع مرير يعيشه مزارعو ولاية القضارف اليوم. مع تزايد حالات الجفاف والفيضانات غير المتوقعة وتدهور خصوبة التربة، أصبح التكيف مع هذه التغيرات ليس خيارًا، بل ضرورة حتمية لضمان تحقيق الأمن الغذائي واستمرارية الزراعة كعمود فقري للاقتصاد في هذه المنطقة.
ولكن، كيف يمكن لمزارعي القضارف أن يتكيفوا مع هذه التحديات؟
أولاً، يجب الانتقال إلى زراعة ذكية مناخيًا. هذا يعني اختيار محاصيل تتأقلم مع الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، مثل بعض أصناف الذرة الرفيعة أو الدخن المتحمل للجفاف. كما أن تنويع المحاصيل يقلل المخاطر؛ فبدلاً من الاعتماد على محصول واحد، يمكن الجمع بين محاصيل الحبوب والخضروات والأشجار المثمرة لخلق نظام بيئي متوازن.
ثانيًا، إدارة المياه هي شريان الحياة في ظل ندرة الأمطار. تقنيات حصاد مياه الأمطار، مثل بناء السدود الصغيرة والخزانات الأرضية، يمكن أن توفر مصدرًا حيويًا خلال فترات الجفاف. كما أن الري بالتنقيط أو الري بالفقاعات يضمن وصول الماء إلى جذور النباتات بأقل قدر من الهدر.
ثالثًا، تحسين صحة التربة من خلال الممارسات المستدامة. استخدام الأسمدة العضوية والسماد الحيوي ليس فقط صديقًا للبيئة، بل يعيد للتربة خصوبتها بشكل طبيعي. تقنيات الحراثة المنخفضة أو عدم الحراثة تساعد في الاحتفاظ برطوبة التربة ومنع انجرافها.
رابعًا، التشجير وزراعة الأشجار مثل النيم أو الأكاسيا يمكن أن تكون بمثابة خط دفاع ضد التصحر. هذه الأشجار توفر ظلاً للمحاصيل، تقلل من تبخر الماء، وتثبت التربة، كما يمكن أن تكون مصدرًا إضافيًا للدخل.
خامسًا، بناء القدرات المحلية من خلال التدريب والمعرفة. المبادرات المجتمعية، مثل التعاونيات الزراعية، تسمح للمزارعين بمشاركة الموارد والمعرفة، مما يزيد من قدرتهم على الصمود. دور المرأة هنا محوري، كما رأينا في بعض المشاريع الناجحة حيث قادت النساء جهود الزراعة المستدامة.
أخيرًا، لا يمكن إغفال أهمية الدعم المؤسسي والتمويل. يجب على الحكومة والمنظمات الدولية توجيه الاستثمارات نحو مشاريع التكيف المناخي، وتسهيل وصول المزارعين إلى صناديق التمويل مثل الصندوق الأخضر للمناخ.
بعد اخير :
خلاصة القول ، التكيف مع التغيرات المناخية في القضارف ليس مستحيلاً، لكنه يتطلب إرادة جماعية وعملًا ممنهجًا وخارطة طريق واضحة تحدد مسار تدخلات جميع مزارعو القضارف .. و اخيرا ، الانتظار لم يعد خيارًا. اليوم، وليس غدًا، هو وقت العمل لضمان مستقبل يمكن لمزارعينا أن يزدهروا فيه بمواجهة التحديات المناخية التى أضحت واقعا حتميا نعايشه الان … و نواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الاثنين (1 سبتمبر 2025م)