الخرطوم=^المندرة نيوز^
إلى سعادة السيد رمطان لعمامرة _المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان_
سعادة المبعوث،
لقد اطلعنا على تصريحكم الأخير الصادر من نيروبي، والذي أشرتم فيه إلى انخراطكم مع ما وصفتموه *بـ”الفاعلين السودانيين”،* ومن بينهم ما سميتموه “ *مؤسسة تأسيس* ”، في إطار جهود السلام، وبالاستناد إلى البيان الأخير لمجلس الأمن.
إننا، ومن موقع الحرص على الحقيقة وعلى مكانة السودان، نرى في هذا الطرح قدراً من الخلل في القراءة السياسية، بل ونوعاً من التغافل عن الواقع الموضوعي القائم على الأرض. فمنذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن جوهر الأزمة ليس خلافاً سياسياً بين *“أطراف متنازعة”* ، بل هو عدوان مسلح نفذته ميليشيا متمرّدة خارجة عن الشرعية الدستورية، مارست أبشع صور العنف من قتل وتهجير وتطهير عرقي، واتخذت المدنيين رهائن بشريين لما يزيد على أربعة وعشرين شهراً.
ومن هنا، فإن التعامل مع كيانات مصطنعة أُنشئت في العواصم الأجنبية، وتُقدَّم زوراً بوصفها “ *أطرافاً سودانية* ”، لا يخدم مسار الحل ولا يعكس الإرادة الوطنية للشعب السوداني، الذي اصطفّ خلف جيشه الوطني وقيادته الشرعية دفاعاً عن وجوده في مواجهة مشروع استبدالي خطير. إن ترويج مثل هذه الكيانات هو في جوهره تشجيع على شرعنة الانقسام وتبييض لجرائم التمرد.
إننا نثمّن دور الأمم المتحدة متى التزمت بمبادئها، ونقدّر جهودكم الشخصية حينما تُبنى على التوازن والحياد. غير أنّ مسؤوليتكم التاريخية، سعادة المبعوث، تقتضي أن يكون خطابكم منطلقاً من الحقائق لا من الأوهام، ومن احترام سيادة السودان لا من مجاملة أجندات إقليمية أو مؤسسات مصطنعة. فالحوار البنّاء الذي ندعو إليه جميعاً لا يمكن أن يقوم على أساس هشّ، بل على قاعدة الاعتراف بالشرعية الدستورية واحترام إرادة الشعب السوداني.
ختاماً..
نأمل أن يكون صوتكم في قادم الأيام أكثر إنصافاً، وأقرب إلى نبض الملايين من السودانيين الذين يواجهون العدوان بأجسادهم وصمودهم، وأن تظلوا في مستوى ما عهدناه منكم من عقلانية وتجرد…
*مع فائق التقدير*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا..*