الخرطوم=^المندرة نيوز^
كشفت مصادر عسكرية وميدانية موثوقة، صباح اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، عن مقتل العميد سالم صالح عيسى، أحد أبرز قادة مليشيا الدعم السريع، خلال المعارك العنيفة التي شهدتها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وأكدت المعلومات أن سالم هو ابن خال قائد المليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما يجعل مقتله ضربة موجعة للحركة المتمردة التي فقدت واحداً من أبرز عناصرها الميدانية.
وبحسب المصادر، فقد كان سالم يقود الهجوم رقم (241) على مدينة الفاشر، وهو هجوم واسع النطاق أشرف عليه عبد الرحيم دقلو بنفسه، في محاولة لاختراق دفاعات القوات المسلحة السودانية من عدة محاور. وشهدت المعركة مواجهات شرسة استمرت لساعات طويلة، انتهت بسقوط سالم وعدد من معاونيه إلى جانب خسائر كبيرة في صفوف المليشيا من حيث الأرواح والعتاد.
المصادر المحلية أشارت كذلك إلى أن سالم هو نجل القيادي السابق في مليشيا الجنجويد صالح عيسى قباقي، الذي ارتبط اسمه بمواقف عدائية وتهديدات ضد المدنيين في الفاشر خلال سنوات سابقة. وهو ما يجعل مقتله لا يقتصر على الخسارة العسكرية فحسب، بل يحمل بعداً رمزياً كبيراً بالنسبة لسكان المدينة الذين عانوا من إرث تلك القيادات.
ويرى مراقبون أن سقوط سالم عيسى في ميدان المعركة يمثل منعطفاً جديداً في مسار الصراع الدائر بدارفور، حيث يكشف حجم التحديات التي تواجه الدعم السريع، لا سيما مع فقدان عناصر قيادية لها صلات مباشرة بدائرة حميدتي الضيقة. ويُرجّح أن يؤدي ذلك إلى إضعاف معنويات المقاتلين، خاصة وأن العملية تمت بإشراف مباشر من شقيق حميدتي، ما يبرز حجم الرهان الذي خسرته المليشيا في هذه المعركة.
ويأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه حدة المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع في مناطق متفرقة من دارفور وكردفان، وسط توقعات بتصعيد جديد خلال الفترة المقبلة، خصوصاً بعد سلسلة الهجمات الأخيرة التي استهدفت الفاشر، المدينة التي تعتبر مركزاً استراتيجياً حاسماً في ميزان الصراع غربي السودان.
