المندرة نيوز

مصعب بريــر يكتب.. بيان مصر والسعودية يربك الرباعية: لا سلام في السودان دون جميع المكونات السياسية ..!

الخرطوم=^المندرة نيوز^

أثار بيان مصر والسعودية الأخير اهتمامًا واسعًا في الأوساط السودانية والإقليمية، إذ جاء لتفسير موقف البلدين من بيان “الرباعية” (الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، والإمارات) المتعلق بالأزمة السودانية. البيان الرباعي، الذي بدا منحازًا إلى طرف محدد من أطراف النزاع السوداني وداعيًا لإقصاء أطراف أخرى من العملية السياسية، أثار موجة من القلق في الداخل السوداني، كونه أعاد للأذهان تجربة الإملاءات الخارجية في الشأن الوطني.

مصر والسعودية، عبر بيانهما المشترك، حرصتا على التأكيد أن حل الأزمة السودانية لا يمكن أن يتم بإقصاء أي طرف رئيسي في المشهد السياسي، وأن أي تسوية يجب أن تكون شاملة وذات ملكية سودانية خالصة. وجاء هذا الموقف ليعكس إدراك البلدين لحساسية التوازنات الداخلية في السودان، خصوصًا في ظل حرب طاحنة تركت آثارًا إنسانية واقتصادية كارثية.

يمثل بيان القاهرة والرياض أيضًا رسالة ضمنية للرباعية بأن الاستقرار في السودان يتطلب مقاربة واقعية، لا تقوم على دعم طرف دون آخر، بل على دفع جميع الأطراف إلى حوار وطني شامل يفضي إلى وقف الحرب وترتيب مرحلة انتقالية متفق عليها. ويكشف ذلك عن اختلاف الرؤى بين دول المنطقة والدول الغربية في طريقة التعامل مع الملف السوداني، حيث ترى مصر والسعودية أن الإقصاء يولّد مزيدًا من الصراع ويغذي الانقسامات، بينما تفضل بعض القوى الغربية دعم معسكر سياسي محدد باعتباره أكثر توافقًا مع مصالحها.

هذا البيان المشترك يعد من وجه آخر رسالة طمأنة للشعب السوداني بأن دور الجوار العربي ليس السعي لفرض أجندات خارجية، بل المساهمة في إيجاد بيئة مواتية للحوار والسلام. كما أنه يفتح الباب أمام إمكانية قيام تحالفات إقليمية جديدة، يكون هدفها الضغط لوقف الحرب ودعم العملية الإنسانية، بعيدًا عن التجاذبات الدولية.

في المجمل، يعكس موقف مصر والسعودية إدراكًا عميقًا بأن أي حل للأزمة السودانية يجب أن ينبع من الداخل ويستند إلى شمولية العملية السياسية، وإلا فإن التدخلات الخارجية ستزيد من تعقيد الأزمة بدل حلها. ولعل هذا البيان يشكّل فرصة لإعادة التفكير في النهج الدولي المتبع تجاه السودان، ودفع المجتمع الدولي نحو مقاربة أكثر توازنًا وعدالة.

بعد اخير :

خلاصة القول، إنّ بيان مصر والسعودية، رغم أنه موقف دبلوماسي، يحمل في جوهره رسالة أمل للسودانيين بأن حل أزمتهم ما زال ممكنًا إذا امتلكوا زمام المبادرة وأعادوا ترتيب أولوياتهم الوطنية بعيدًا عن الاستقطاب. هذا الموقف يذكّر الجميع بأن السودان لن ينهض إلا بتكاتف أبنائه، وأن القوى الخارجية – مهما بلغت قوتها – لا تستطيع فرض سلام حقيقي ما لم يكن السودانيون شركاء فيه. ولعل هذه اللحظة الحرجة من تاريخ البلاد فرصة لإعادة بناء الثقة بين مكونات الشعب وإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية والجهوية، حتى يعود السودان دولة مستقرة وفاعلة في محيطه الإقليمي والدولي.. واخيراً، إن الإرادة الشعبية، إذا ما توحّدت، قادرة على صناعة معجزة السلام الداخلي، وتحويل هذه البيانات الداعمة إلى واقع ملموس يوقف الحرب ويطلق قطار إعادة البناء والإعمار … و نواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..

ليس لها من دون الله كاشفة

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *