الخرطوم=^المندرة نيوز^
في تطور لافت يعكس تصعيدًا سياسيًا وميدانيًا، كشفت مصادر عن انعقاد اجتماع طارئ لخلية تابعة للحركة الإسلامية مساء الثلاثاء، ترأسه علي عثمان محمد طه عبر تطبيق “تلغرام”، بمشاركة 18 من أبرز القيادات السياسية والعسكرية المرتبطة بالحركة. من بين الحاضرين علي أحمد كرتي، أحمد هارون، بكري حسن صالح، الحاج آدم، الحاج عطا المنان، إبراهيم غندور، سامية أحمد محمد، رجاء حسن خليفة، أمين حسن عمر، الصادق فضل الله، وعز الدين حمودة، في اجتماع وصف بأنه الأكثر حساسية منذ بداية الأزمة السياسية والعسكرية الراهنة في السودان.
وناقش الاجتماع مجموعة من الملفات العاجلة، وانتهى إلى اعتماد سلسلة من القرارات التي تعكس توجهًا تصعيديًا في مواجهة التطورات الأخيرة، وعلى رأسها البيان المشترك الصادر عن المجموعة الرباعية الدولية. أبرز هذه القرارات تمثل في توجيه تحذير رسمي إلى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان والقيادي العسكري ياسر العطا، بعدم القبول بأي هدنة أو تدخل خارجي، مع تكليف كل من أسامة عبد الله وأحمد هارون بنقل هذه الرسالة مباشرة إلى البرهان في لقاء خاص.
الخلية قررت أيضًا الدفع نحو تصعيد ميداني في مناطق كردفان، بهدف تخفيف الضغط العسكري عن مدينة الفاشر التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. كما تم التأكيد على ضرورة إيجاد حلول عاجلة للوضع في الفاشر، في ظل التقدم الميداني الذي تحققه قوات الدعم السريع، ما يعكس قلقًا متزايدًا داخل الحركة الإسلامية من تغير موازين القوى في الإقليم.
ضمن القرارات التي اتخذتها خلية الأزمة، جاء توجيه دعوة لتكثيف التعبئة الداخلية ضد قرارات المجموعة الرباعية، التي تضم السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة، مع إرسال رسائل تحذيرية واضحة إلى البرهان بشأن رفض أي إملاءات خارجية. كما تم توجيه البرهان وياسر العطا ومحمد عباس اللبيب بتسليم إدارة العمليات العسكرية إلى عناصر “المجاهدين”، في خطوة تهدف إلى إعادة هيكلة القيادة الميدانية وفق رؤية الحركة الإسلامية.
الاجتماع شهد أيضًا توجيهات إلى القيادات الأهلية والمجتمعية في كردفان ودارفور، بالإضافة إلى الأجهزة الاستخباراتية والأمن الشعبي، للعمل على خلق انشقاقات داخل صفوف قوات الدعم السريع، عبر استغلال التباينات الداخلية بين مكوناتها. هذا التوجه يعكس استراتيجية تهدف إلى إضعاف القوة العسكرية المنافسة عبر أدوات اجتماعية وأمنية، بعيدًا عن المواجهة المباشرة.
في إطار التحرك الخارجي، قررت خلية الأزمة فتح قنوات اتصال مباشرة مع أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، عبر وسطاء من قطر وتركيا، في محاولة لإعادة تموضع سياسي ودبلوماسي في ظل التغيرات الإقليمية والدولية. كما تم تكليف كل من إبراهيم أحمد عمر، إبراهيم غندور، وأمين حسن عمر بجولة أوروبية تشمل فرنسا وبريطانيا والنرويج وألمانيا، الأسبوع المقبل، بهدف طرح رؤية الحركة الإسلامية بشأن الأزمة السودانية أمام الأطراف الغربية.
القرارات شملت أيضًا توجيه الأجهزة الإعلامية التابعة للحركة الإسلامية نحو تشكيل رأي عام معادٍ لدولة الإمارات، مع تكليف الفاتح الحسن وحامد ممتاز بتنفيذ هذه المهمة عبر المنصات الإعلامية المختلفة. هذا التوجه الإعلامي يأتي في سياق رفض الحركة لما تعتبره تدخلًا إماراتيًا في الشأن السوداني، ويعكس رغبة في إعادة رسم خارطة التحالفات الإقليمية.
المصدر اختتم تصريحه بالإشارة إلى أن هذه القرارات تمثل جزءًا من خطة شاملة لإعادة ترتيب الأولويات السياسية والميدانية للحركة الإسلامية، في ظل تصاعد المواجهات العسكرية وتزايد الضغوط الدولية. وأكد أن خلية الأزمة ستواصل اجتماعاتها ومتابعتها الدقيقة لتطورات الموقف، بما يضمن تنفيذ القرارات المتخذة وتعديلها وفق المستجدات على الأرض.
المصدر : سكاي سودان