الخرطوم=^المندرة نيوز^
خلال الأيام الماضية ظهر خبر مهم: إريتريا تعمل على تطوير موانئ عصب ومصوع، وهناك تنافس بين إيطاليا والسعودية لدعم هذا المشروع. إذا تم إنجازه، فإن ميناء عصب قد يصبح مركزاً لوجستياً إقليمياً يستقطب شركات النقل العالمية ويحوّل إريتريا من دولة معزولة إلى لاعب مؤثر في البحر الأحمر…
*لكن ما علاقة السودان بهذا؟* الحقيقة أن التأثير علينا سيكون مباشراً. ميناء بورتسودان، الذي كان لسنوات الميناء الرئيسي في المنطقة، قد يفقد جزءاً من مكانته إذا لم نسارع بتطويره. الأسوأ أن إثيوبيا، التي كانت تعتمد على بورتسودان كممر رئيسي لتجارتها، قد تتحول إلى ميناء عصب إذا وجدته أسرع وأرخص. هذا يعني خسارة السودان لميزة استراتيجية مهمة…
الأمر لا يتوقف عند الجانب الاقتصادي فقط. دخول السعودية وإيطاليا بثقل اقتصادي وسياسي في إريتريا سيعطي أسمرة نفوذاً أكبر، وهذا قد يؤثر على التوازنات في شرق السودان وعلى دور الخرطوم في معادلات البحر الأحمر. إذا لم نتحرك بذكاء، سنجد أنفسنا على الهامش بينما يعاد رسم الخريطة الاقتصادية والسياسية للمنطقة.
*الخلاصة واضحة:* السودان بحاجة إلى خطة عاجلة لتطوير ميناء بورتسودان وتحويله إلى مركز منافس، وبحاجة أيضاً إلى بناء شراكات مع الدول التي تدخل على خط الاستثمار في البحر الأحمر. إما أن نكون جزءاً من هذه اللعبة الجديدة أو نُترك خارجها….
*وطن و مؤسسات…*
*السودان أولا و أخيراً..*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا*
