الخرطوم=^المندرة نيوز^
يستعد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، للقيام بزيارة مرتقبة إلى موسكو في منتصف أكتوبر القادم، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية واستراتيجية هامة.
وتأتي الزيارة وسط حرب مستمرة ضد ميليشيا الدعم السريع، وأزمات اقتصادية حادة تضرب السودان، ما يجعل توقيت القمة الروسية – العربية بالغ الأهمية.
وتتزامن الزيارة مع انعقاد الدورة الثامنة للجنة الوزارية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي بين السودان وروسيا، .
والتي تعقد لأول مرة منذ اندلاع الحرب، في الفترة بين 22 و24 سبتمبر الجاري، وتهدف إلى تعزيز الشراكة الثنائية في مجالات الطاقة، النفط، التعدين، النقل، الزراعة، والبنية التحتية.
وأكد السفير السوداني لدى روسيا، محمد الغزالي سراج، أن انعقاد اللجنة قبل زيارة البرهان يعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية، ويفتح الباب لمشاريع استراتيجية جديدة خلال القمة المرتقبة.
ويترقب المراقبون توقيع اتفاقيات سرية قد تشمل مجالات اقتصادية وعسكرية حيوية، تهدف لتعزيز قدرة السودان على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وتحقيق استقرار طويل المدى.
لطالما لعبت روسيا دورًا داعمًا للسودان في المحافل الدولية، ورفضت فرض عقوبات اقتصادية على الخرطوم خلال أزماته.بينما وفرت دعمًا سياسيًا متواصلًا في الملفات الإقليمية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن موسكو تسعى من خلال القمة إلى تعميق نفوذها في السودان عبر مشاريع اقتصادية وعسكرية سرية، مع فتح مجالات استثمارية جديدة للشركات الروسية في قطاعات التعدين والزراعة وإعادة الإعمار.
الزيارات المتكررة لوفود روسية رفيعة المستوى إلى السودان خلال السنوات الماضية، أبرزها عام 2020 لتعزيز التعاون العسكري، وعام 2021 لاستكشاف الفرص الاستثمارية، .
أكدت رغبة موسكو في توسيع علاقاتها الاستراتيجية مع الخرطوم، خصوصًا في ظل التحولات الإقليمية والضغوط الدولية المتزايدة على السودان.
ويرى محللون سياسيون أن زيارة البرهان لموسكو قد تحمل توقيع صفقات اقتصادية كبرى، تشمل دعمًا مباشرًا للبنية التحتية، وتسهيل مشاريع استثمارية روسية في مجال الطاقة والنقل، .إلى جانب اتفاقيات عسكرية قد تعزز قدرات السودان الدفاعية وسط الحرب المستمرة مع ميليشيا الدعم السريع.
وتشير المصادر إلى أن القمة الروسية – العربية قد تتيح للبرهان أيضًا فرصة لتوسيع شبكة التحالفات الدولية، واستقطاب دعم روسي في ملفات الأمن والاقتصاد .
بما يسهم في إعادة توازن المشهد الداخلي السوداني، ويعطي دفعة قوية لمواقف الخرطوم في المحافل الإقليمية والدولية.