الخرطوم=^المندرة نيوز^
الغرب لا يزال، عن عمد أو جهل، يصرّ على وضع القوات المسلحة السودانية – التي تمثل الدولة وتستند إلى دعم شعبي واسع – في كفةٍ واحدة مع ميليشيا الدعم السريع المتمردة. هذا السلوك ليس بريئاً؛ بل هو اعترافٌ غير مباشر بشرعية الميليشيا وأذرعها السياسية، ومحاولة لفرض معادلة مختلة على حساب دماء السودانيين وسيادة دولتهم.
إن إصرار بعض العواصم الغربية على “المساواة بين الطرفين” فيه استخفافٌ واضح بتضحيات الجيش السوداني والشعب الذي التف حوله دفاعاً عن أرضه وعرضه ضد غزو خارجي هدفه اقتلاع السكان واستبدالهم. ما يفعله الغرب هو تبنّي خطاب مضلِّل، يفرغ الحق من مضمونه ويمنح الشرعية للعنف والإرهاب.
لكن الحقيقة التي لا يمكن حجبها أن موازين القوى الدولية تتغير بسرعة. الغرب لم يعد المركز الأوحد للعالم، ولم يعد الخيار الصحيح لشعوبٍ تنشد السيادة والاستقلال. القوى الشرقية – من موسكو إلى بكين مروراً بأنقرة وطهران و الدوحة و إسلام أباد – أثبتت أنها تتعامل مع السودان باحترام، وتعترف بحق قواته المسلحة وشعبه في الدفاع عن وطنهم. هذا هو الفارق الجوهري: هناك من ينظر إلينا كـ”ملف إغاثة” أو “ورقة ضغط”، وهناك من ينظر إلينا كدولة مستقلة لها قرارها وكرامتها….
لقد آن الأوان لأن يدرك السودان أن مستقبله لا يُرتهن لعواصمٍ اعتادت على ازدواجية المعايير، وأن خياره الطبيعي هو التوجه شرقاً، حيث تبنى أستراتيجية الحفاظ على مؤسسات الوطن الرصينه الابيه و التمسك بها ، و تُقدّر التضحيات، ويُحترم الجيش والشعب، وتُفهم معاني السيادة والكرامة الوطنية…
هذا ليس مجرد تحوّل في السياسة الخارجية، بل هو إعلان بأن السودان لن يقبل بعد اليوم أن يُختزل في تقارير المنظمات أو حسابات المبعوثين. السودان دولة، لها جيش، لها شعب، لها حق، ولن يقرر مصيرها إلا أبناؤها….