الخرطوم=^المندرة نيوز^
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾
صدق الله العظيم
وعلى حد قولي:
إذا نطقَ الحكيمُ بأمرِ حقٍّ
تداعى البغيُ وانكشفَ الزُّحامُ
يُصغي الورى لبيانهِ متعقّلينَ
ففي المعاني يرتوي نورُ الكلامُ
اهتزّت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت وقع كلمات بروفيسور كامل إدريس، الذي ألقى خطاباً رفيعاً محكماً، صاغه بلسان بليغ وفكرٍ راسخ، حتى بدا وكأنه ميزانٌ للعقل والرشد وسط ضجيج السياسة وصخب المصالح.
خطابه لم يكن عابراً، بل كان حاضراً في عمق العقول، ينساب معانيه كما ينساب النور في العتمة، يقرأ الواقع بلغة يعيها العقلاء وحدهم، ويرتفع بالخطاب الأممي من مستوى الشعارات إلى رحاب الفهم الرصين والإدراك الواعي.
إن صوت كامل إدريس اليوم لم يدوِّ فقط في القاعة، بل تسلّل إلى ضمير العالم، مؤذناً بأن الكلمة الصادقة حين تتزن بالحق والعدل، تصبح أشد وقعاً من السلاح، وأبقى أثراً من كل مظاهر البطش والطغيان.
وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة