الخرطوم=^المندرة نيوز^
أفادت مصادر مطّلعة بوجود تحذيرات علمية متصاعدة من تداعيات فتح مفاجئ لبوابات سد النهضة الإثيوبي، وسط تخوفات حقيقية من كارثة مائية تهدد السودان بشكل مباشر. المعلومات، التي أكدها الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، تشير إلى أن إثيوبيا أصبحت قادرة على فتح 21 بوابة من السد دفعة واحدة، وهي خطوة قد تُغرق مناطق واسعة في السودان في أقل من 24 ساعة.
وأوضح شراقي في مداخلة هاتفية لبرنامج «حقائق وأسرار» على قناة صدى البلد، أن ما يحدث يُعد تجاوزًا واضحًا لقواعد إدارة الأنهار الدولية، مشيرًا إلى أن أديس أبابا تتعامل مع نهر النيل كملكية أحادية، دون تنسيق مع دولتي المصب. وأضاف أن غمر الأراضي الزراعية بشكل مفاجئ هذا العام لم يكن نتيجة طبيعية فقط، بل بسبب تدفقات غير متوقعة من المياه، بالتزامن مع توقف توربينات توليد الكهرباء وفتح أربع بوابات من جانب السلطات الإثيوبية.
وأكد أن مصر تتابع التدفقات القادمة من الهضبة الإثيوبية بدقة، وتديرها من خلال بوابات السد العالي أو مفيض توشكى، لمنع ارتفاع منسوب المياه بشكل خطير. لكنه شدد على أن استمرار التشغيل الأحادي للسد دون اتفاق ملزم يضع المنطقة أمام احتمالات خطيرة.
وبحسب ما أكده شراقي، فإن التصميم الهندسي لسد النهضة لا يتناسب مع حجم التخزين المائي المستهدف، ما يجعل بنيته مهددة تحت ضغط الأمطار الغزيرة والتخزين المستمر. كما نبه إلى أن إثيوبيا قامت خلال خمس سنوات بتخزين المياه من دون أي تنسيق أو إشعار لجيرانها، ما يعد خرقًا صريحًا للقانون الدولي.
واختتم شراقي تصريحاته بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا، يضمن تقاسم آمن للمياه، ويمنع أي تصعيد أو كوارث إنسانية قد تعصف بالمنطقة.
