المندرة نيوز

مصعب بريــر يكتب.. وداع إيلا.. حين توحّد السودان في لحظة وفاء ..!

الخرطوم=^المندرة نيوز^
في لحظة وطنية نادرة، شكّل وداع الدكتور محمد طاهر إيلا مشهدًا جامعًا أضاء وجدان السودانيين، وأعاد إليهم الإحساس بإمكانية التوحد رغم ما يعيشه الوطن من أزمات وانقسامات. فقد تحوّل تشييع إيلا إلى حدث استثنائي، عكس حجم التقدير الشعبي والسياسي لرجلٍ خدم وطنه بإخلاص، فالتفت حوله كل الأطياف السودانية في مشهدٍ وطني نادر، تجاوز الحسابات الحزبية والإثنية.

منذ إعلان وفاته، ضجّت منصّات التواصل الاجتماعي بموجة من الحزن والوفاء، تداول خلالها السودانيون صور ومقاطع التشييع المهيب في مدينة بورتسودان، التي ضاقت ساحاتها بجموع المواطنين القادمين من مختلف ولايات البلاد. كان المشهد مفعمًا بالدلالات، إذ اجتمع فيه الخصوم قبل الأصدقاء، والسياسيون إلى جانب المواطنين العاديين، ليعبّروا عن إجماعٍ نادر على تقدير رجلٍ ترك أثرًا ملموسًا في التنمية والعمل العام.

الاحتفاء الشعبي الواسع، والتغطيات الصحفية المحلية والعربية، أكدت أن رحيل إيلا لم يكن حدثًا سودانياً عابرًا، بل مناسبة لاستدعاء القيم الوطنية الجامعة. فالرجل، الذي تقلّد مناصب تنفيذية عدة، أبرزها والي البحر الأحمر والجزيرة ورئيس الوزراء، عُرف بانضباطه الإداري وقدرته على تحويل الإمكانات المحدودة إلى إنجازات ملموسة. لذلك لم يكن غريبًا أن يشهد وداعه هذه الحشود، التي عبّرت عن تقديرها لإنجازاته بصدقٍ وعفوية نادرتين.

وقد أشار الخبير الإعلامي د. عبد العظيم عوض إلى أن تشييع إيلا جسّد “حالة نادرة من الإجماع الوطني”، موضحًا أن الناس يميزون بين من يخدم الوطن بإخلاص، ومن يسعى للمصلحة الشخصية. وأضاف أن لحظة الوداع أعادت التذكير بمعنى القيادة الوطنية الحقيقية، القائمة على التفاني لا على الصراع السياسي.

إن ما جرى في وداع إيلا كان أكثر من حدث اجتماعي أو ديني، بل رسالة وطنية بالغة المعنى، مفادها أن القلوب السودانية لا تزال تتسع للوفاء، وأن الوطن رغم الجراح قادر على التوحّد حين يتعلق الأمر بتقدير من خدم بإخلاص. لقد مثّل التشييع المهيب نقطة ضوء في زمن الانقسام، وأكد أن وحدة السودان لا تحتاج إلى شعارات كبرى، بل إلى رجال كبار يؤمنون بالعمل العام ويتفانون في خدمة الناس.

هكذا تحوّل وداع إيلا إلى رمز للأمل في أن السودان، رغم المحن والحروب، لا يزال يمتلك من القيم والإنسانية ما يجعله قادراً على استعادة وحدته، متى ما اجتمع أبناؤه على صدق النية والإخلاص في العمل.

بعد اخير :
خلاصة القول، إنّ رحيل الدكتور محمد طاهر إيلا لم يكن مجرد فقدٍ لرجل دولة، بل لحظة وعيٍ وطني أعادت إلى الأذهان أن السودان، رغم ما يعتريه من انقسام وجراح، لا يزال يحمل في أعماقه قلبًا نابضًا بالوفاء والانتماء.. وأخيرًا، لقد أثبتت الجموع التي شيّعته أن هذا الشعب، مهما تفرّق في المواقف، يجتمع عند الصدق والإخلاص، وأن ما يوحّده أعظم مما يفرّقه. فوداع إيلا لم يكن نهاية سيرة، بل بداية رسالة — رسالة تقول إنّ بناء الوطن لا يقوم بالشعارات، بل بالقدوة والعطاء، وإنّ وحدة السودانيين ليست حلماً بعيدًا، بل وعدًا ممكنًا إذا صدقت النوايا واجتمعوا على حب هذا الوطن الجريح… و نواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..

ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الجمعة (10 اكتوبر 2025م)

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *