الخرطوم=^المندرة نيوز^
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ما يجري في السودان من صراع داخلي مؤلم بشدة لبلاده، مؤكداً أن تركيا تتابع الأوضاع عن كثب، وتبذل مساعيها من أجل المساهمة في تحقيق وقف لإطلاق النار بشكل عاجل، تمهيداً للوصول إلى سلام دائم واستقرار شامل في البلاد.
واضاف أن تركيا تنظر إلى السودان كشقيق وشريك استراتيجي، وأنها لا يمكن أن تبقى صامتة أمام ما يعانيه الشعب السوداني من آثار الحرب. وشدد على أن بلاده مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم الممكنة للمساعدة في تجاوز الأزمة، سواء على الصعيد الإنساني أو عبر المساعي الدبلوماسية والسياسية.
وأشار أردوغان إلى أن الأولوية الآن هي وقف إطلاق النار وتهيئة بيئة آمنة للحوار بين الأطراف السودانية، مؤكدًا أن استمرار القتال لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة، وأن الحل العسكري لن يحقق الاستقرار المنشود في السودان.
دعوات تركية متكررة للسلام في السودان
وتأتي تصريحات أردوغان في سياق موقف تركي متكرر يدعو منذ اندلاع الحرب إلى ضرورة الاحتكام للحوار، وتغليب لغة العقل والمصلحة الوطنية العليا للسودان. وكانت وزارة الخارجية التركية قد أصدرت في فترات سابقة بيانات رسمية دعت فيها إلى وقف فوري للقتال وبدء مفاوضات شاملة تفضي إلى حل سياسي دائم يضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه.
كما أكدت أنقرة في أكثر من مناسبة أنها مستعدة للوساطة بين الأطراف السودانية، بالتنسيق مع دول الجوار والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، إلى جانب الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى صيغة متوازنة تضع حداً للنزاع المسلح الذي طال أمده.
السودان في قلب الاهتمام التركي
ويرتبط السودان وتركيا بعلاقات تاريخية وثقافية واقتصادية ممتدة، وقد شهدت العلاقات بين البلدين خلال السنوات الماضية تعاونًا متزايدًا في مجالات التنمية والاستثمار والتعليم والصحة. وأكد أردوغان أن بلاده ترى في السودان دولة ذات أهمية محورية في القارة الأفريقية، وأن استقراره يصب في مصلحة المنطقة بأسرها.
كما لفت الرئيس التركي إلى أن أنقرة تتابع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، وتعمل عبر وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) والهلال الأحمر التركي على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمدنيين المتضررين من الحرب، مشددًا على أن دعم الشعب السوداني واجب أخلاقي قبل أن يكون التزامًا سياسيًا.