الخرطوم=^المندرة نيوز^
شب حريق هائل في سوق الدامر الجديد بولاية نهر النيل السبت متسببًا في خسائر مادية جسيمة بعد أن التهم عددًا من المحال التجارية داخل السوق الحيوي، وسط حالة من الذهول والصدمة بين سكان المنطقة.
وعلى الرغم من حجم النيران وسرعة انتشارها، لم تُسجل أي إصابات بشرية حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وفقًا لمصادر محلية مطلعة. الحريق الذي اندلع بشكل مفاجئ أثار حالة من الفوضى والهلع بين المواطنين والباعة، فيما أظهرت مقاطع مصورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد ألسنة اللهب بكثافة في مختلف أرجاء السوق.
شهود عيان أكدوا أن الحريق بدأ من أحد المحال التجارية قبل أن يمتد خلال دقائق معدودة إلى متاجر مجاورة، ما أدى إلى تفاقم الوضع بشكل سريع. حالة الذعر التي سادت بين مرتادي السوق والباعة كانت نتيجة مباشرة لسرعة انتشار النيران، التي لم تترك مجالًا للسيطرة المبكرة. السوق الذي يُعد من أكثر المراكز التجارية نشاطًا في ولاية نهر النيل، شهد انهيارًا جزئيًا في بنيته التجارية خلال الساعات الأولى من الحريق، وسط محاولات الأهالي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البضائع والممتلكات.
وعلى الفور تحركت فرق الدفاع المدني إلى موقع الحريق، وبدأت عمليات الإخماد التي استمرت لساعات طويلة بسبب اشتداد النيران وتشابك المحال التجارية داخل السوق. عمليات الإطفاء واجهت تحديات كبيرة، أبرزها ضيق الممرات الداخلية للسوق وغياب تجهيزات الطوارئ الأساسية، ما أعاق الوصول السريع إلى بؤر النيران. ورغم الجهود المكثفة التي بذلتها الفرق، فإن السيطرة الكاملة على الحريق استغرقت وقتًا أطول من المتوقع، في ظل ظروف ميدانية غير مواتية.
وباشرت السلطات المحلية تحقيقًا عاجلًا للوقوف على أسباب اندلاع الحريق، في وقت تصاعدت فيه المطالبات الشعبية بتشديد إجراءات السلامة المهنية داخل الأسواق، خاصة في ظل تكرار حوادث مماثلة في المنطقة خلال السنوات الأخيرة. مواطنون عبّروا عن قلقهم من غياب أنظمة الإنذار المبكر ومخارج الطوارئ، مؤكدين أن الأسواق الشعبية باتت عرضة لكوارث مماثلة نتيجة الإهمال في تطبيق معايير السلامة. التحقيقات الأولية لم تكشف بعد عن السبب المباشر للحريق، فيما تستمر عمليات الحصر لتحديد حجم الخسائر بدقة
ويعد سوق الدامر الجديد من أبرز المراكز التجارية في ولاية نهر النيل، ويضم عشرات المحال التي تبيع سلعًا متنوعة تشمل الأجهزة الكهربائية، الملابس، والمواد التموينية. هذا التنوع في النشاط التجاري يفسّر حجم الخسائر التي خلفها الحريق، والتي لا تزال قيد التقييم من قبل الجهات المختصة. الحادثة أعادت إلى الواجهة أهمية مراجعة البنية التحتية للأسواق المحلية، وتفعيل خطط الطوارئ، لضمان حماية الأرواح والممتلكات في حال وقوع كوارث مشابهة مستقبلاً
وفي يونيو الماضي، شهد سوق الدامر بولاية نهر النيل حادثة حريق ضخمة التهم مجمع “المجاهد” التجاري وكافتيريا “أولاد البلد”، دون أن تسجل أي خسائر بشرية، بحسب ما أفادت به مصادر محلية. الحريق اندلع نتيجة تماس كهربائي داخل أحد المحال، قبل أن يمتد بسرعة إلى باقي أجزاء المجمع والكافتيريا، ما أدى إلى دمار كامل في المنشأتين. الحادثة أثارت حينها موجة من القلق بين أصحاب المحال التجارية ورواد السوق، خاصة في ظل غياب منظومات السلامة المهنية، ودفعت السلطات المحلية إلى فتح تحقيق فوري للوقوف على أسباب الحريق وتحديد حجم الخسائر المادية.
الواقعة أعادت إلى الواجهة مطالبات متكررة من المواطنين بضرورة تعزيز إجراءات الوقاية داخل الأسواق، وتوفير تجهيزات الطوارئ، لا سيما أن سوق الدامر يُعد من أبرز المراكز التجارية في ولاية نهر النيل، ويشهد كثافة يومية في الحركة التجارية. الحريق الذي اندلع في يونيو شكّل إنذارًا مبكرًا لتكرار الحوادث، وهو ما تجدد لاحقًا في أكتوبر، ما يعكس الحاجة الملحة لإعادة تقييم البنية التحتية للأسواق الشعبية في المنطقة.