الخرطوم=^المندرة نيوز^
في تصعيد عسكري جديد، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ومحيطها فجر اليوم الثلاثاء هجوما جويا مكثفا نفذته طائرات مسيّرة من طراز “استراتيجية انقضاضية”، استهدفت مناطق متفرقة في الخرطوم وشرق النيل وأم درمان. ووفقاً لشهادات ميدانية، سُمع دوي انفجارات قوية في عدد من المواقع، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، خاصة في المناطق السكنية القريبة من مواقع السقوط. ويأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد العمليات الجوية خلال الأسابيع الأخيرة، وسط غياب أي إعلان رسمي من الجهات العسكرية أو الحكومية بشأن طبيعة الطائرات أو الجهات المنفذة.
أفاد شهود عيان من مناطق الحاج يوسف وأم درمان بأنهم رصدوا تحليقاً مكثفاً لطائرات مسيّرة في سماء الخرطوم، متجهة نحو مطار الخرطوم وشرق النيل، قبل أن تسقط بعضها وتحدث انفجارات عنيفة اهتزت لها المنازل. وأكد السكان أنهم سمعوا أصوات ما لا يقل عن 11 طائرة مسيّرة، أعقبها دوي انفجارات متتالية، دون أن يتمكنوا من تحديد ما إذا كانت تلك الأصوات ناتجة عن سقوط الطائرات أو عن تصدي المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني لها. هذا الغموض في طبيعة الهجوم يعكس تعقيد المشهد الأمني في العاصمة، ويزيد من حالة القلق الشعبي في ظل غياب المعلومات الرسمية.
في أعقاب الهجوم، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق أصوات الطائرات المسيّرة والانفجارات التي قالوا إنها وقعت داخل محيط مطار الخرطوم. ورغم انتشار هذه المقاطع على نطاق واسع، لم يصدر حتى لحظة كتابة هذا التقرير أي تعليق رسمي من الجهات العسكرية أو الأمنية بشأن تفاصيل الهجوم أو حجم الأضرار الناتجة عنه. ويأتي هذا الصمت الرسمي في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول قدرة الدفاعات الجوية على التصدي لمثل هذه الهجمات، خاصة مع تكرارها في مناطق حيوية داخل العاصمة، ما يضع المؤسسات الأمنية أمام تحديات متصاعدة في تأمين المجال الجوي.