الخرطوم=^المندرة نيوز^
الجنجويد … حكاية يهودية !!! .. بقلم/ أحمد سلامة
الجنجويد فكرة قبيحة، استعلائية وعنصرية أيضًا صنعت في دهاليز الوكالة اليهودية ومؤسسة الجيش الإسرائيلي، وأضحت ذات تطبيقات عربية باذخة في القبح، وقبيحة في بذخها باستباحة دم الآخر !!!
نعم ، لقد مهرت باسم قبائل في منطقة دارفور ، تلك السلطنة الموغلة في الغموض والنزعة الترفعية على كل ما هو سوداني وتشبثت بعنجهيتها القبلية !! ولسخف في عمر البشير الذي لازم كل حكمه و أودى بوحدة السودان وقطعها إربًا إربا ، إذن لتلك القبيلة المستندة على أكوام من مناجم للذهب لم تزل مطمورة ، أن تختطف الدولة كلها ، ومن بعد استولت على مقدرات الأمة بالدبح والتقتيل ، واعادت السودان إلى عصر ما قبل الدولة ، الذي يبشر به بعض ( الكسبة لدينا ) منتحلين صفة كتاب السلطة.
صحيح أن الجنجويد أضحى بطبعته السودانية هو المتميز بالذبح والحرق والاغتصاب وكل موبقات الحياة .. لكن
يهود كانوا أصل الحكاية .. وزرعوا فكرتهم البائسة في كل المجتمعات العربية، ولم يفطن البعض إلى أن كل الدمار الذي الحق بالكيانات الممسوخة في تطبيقات ( السايكس والبيكو ) كلها وبدون استثناء
قد انطلق من فكرة جنجويدية قاتلة !!!
كيف أنشأ رواد الهجرة اليهود الأوائل فكرة الجنجويد !؟
ما أن اتم مونتيفيوري ، اليهودي الآثم في ثرائه، من شراء مساحة تل ابيب في الزمن العثماني المجيد ، وامتلك اليهود مرج بن عامر من السرسق وبعض العائلات الفلسطينية ،
حتى أصدر الصندوق القومي اليهودي ( الكرين كايميت ) المالك للأرض ، تشريعًا اسماه ( العمل العبري )
ومفاده عدم السماح لأي عربي العمل في الأراضي والمزارع اليهودية ،
وكان ذلك أول الاستعلاء على عرب فلسطين (الغلابة) العمال والفلاحين الذين حين خسروا أراضيهم . تحولوا إلى عمال سخرة ..
لم يكن أصحاب هذا التشريع من يهود العراق، أو مصر، أو المغرب أو اليمن كانوا كلهم (من يهود الاشكيناز الأوروبيين).
كانت الغطرسة الجنجويدية والاستعلاء اليهودي الأوروبي على العرب قد بدأ من هناك ، و أوصل تلك العصابة المأزومة القلقة في وجدانها ومكانها الجديد إلى اتباع سياسة المجازر الجماعية ( في الطنطورة ، ودير ياسين ، وقبية ، والسموع ، ونحالين ) ، وشطفت فلسطين بالقتل والذبح والإبعاد من أغلب أصحابها الأصليين ، وباشروا نشر ( أسطورتهم الجديدة التي تشبه الخرافة ) بأن فلسطين هي إسرائيل أرض الأجداد، وهم فقط كانوا الجيل الأول فقط من مهاجري أوديسا ورومانيا وإيطاليا وسلوفينيا وبولندا !!!
كان وقود تلك المجزرة بدون وعي منهم هم اليهود الشرقيين الذين أضحوا جنودًا في منظمات إرهابية كل قادتها يوشوشون بعضهم ( سفارديم !!! ) يعني يهودي شرقي مسخرة ..
لأنهم كانوا جميعا يهود اشكيناز ، بيغن ، دايان ، رابين ، بيريز ، شامير ، غولدا ، يادين ، هيرتزوغ ، وأخيرًا الوحش المنفلت نتنياهو.
وحين اختلى اليهود ببعضهم
طبق الاشكيناز على السفارديم ما طبقوه على الفلسطينيين لكن بفارق دون ذبح أو تقتيل ، لكن الاضطهاد منبعه واحد وهدفه واحد ..
جنجويد في المحتمع الإسرائيلي ومنذ إنشاء هذا الكيان الغريب العجيب لم يصل الى رءاسته مرة واحدة ولو بالخطأ يهوديًا سفارديميًا واحدًا، وحين نافس ديفيد ليفي اليهودي المغربي نتنياهو على رئاسة حزب الليكود في تسعينيات القرن الماضي
كانت عصبة نتنياهو ( دوري غولد ، شاي بازاك ) يتندرون على المنافسة
بصورة جنجويدية مطلقة ..
لأن ليفي كان مغربيًا ولا يحق له مجرد التفكير برئاسة لحزب مثل الليكود !!!
توسعت في أمر الربط بين ( جنجويدية الاشكناز ، وجنجويدية كل العرب لأن الجذر واحد ولأن النتيجة ستكون واحدة ..
لو يتخيل المشاهد للمنظر للحظة واحدة كيف أودى جنجويد الاشكناز بكل التجربة اليهودية في فلسطين إلى دمار الكيان اليهودي وسلبه قيمه المزعومة في الديموقراطية والتميز والإبداع، و أوصلوه بسبب استعلائهم وترفعهم وغرورهم باعتماد الصلف والقوة في التعاطي مع ( الآخر ) ألغى مجتمع منبوذ قادته مطلوبين لعدالة
هم أنفسهم من اخترعها عقب الحرب الكونية الثانية ..
لقد أجهز جنجويد الاشكناز بعد أن باعوا فكرتهم لكل العرب مشروعهم، قد لا ينتهي هذا المشروع غدًا أو بعد غد، لكن إسرائيل لعنجهية اشكنازها قد فككت مجتمعها الهجين
و أضحى غير قابل للحياة بشروطهم !!!
الآن
بالعودة الى جنجويد العرب، فهاهي السودان تتربع على الفكرة ولن يعود السودان كما كان ، كما لن يعود العراق كما كان ، وأيضًا لبنان لن يعود كما كان.
والفلسطينيون صنعوا أيضًا جنجويدهم الخاص بهم،
تسمع الشيخ الذي لم يطلق رصاصة واحدة في حياته إلا في عرس أحد أقاربه يتحدث بصفته أبو المشروع الفلسطيني ، دون أي تواضع، هذا جور وظلم أدى إلى ذبح المشروع الفلسطيني بالانقسام تحت حراب الاحتلال ..
ثمة جنجويد فلسطيني متعب مهلك يحتاج إلى عقلنة.
والعراق في زمن الهيمنة البعثية
قد أودت بالكرد إلى خارج المعادلة بسبب التبجح القومي المبالغ فيه، وبدل أن يكون من الكرد صلاح الدين، راحوا يتحالفون مع الشيطان بغية التخلص من عروبة صدام، أضحى الكرد مثل الأقليات الأخرى خارج نطاق الامة.
ولن تكون العراق كما كانت
جنجويد بغدا د
هو من كان يحرم اتباع مذهب مامن البناء في العاصمة إلى أن استبيحت كل العاصمة …
لزوم ووجوب أن يتنبه الناس إلى خطورة الفكرة الجنجويدية الإقصائية الاستعلائية والتفرد بكل شيء ..
سوريا
ذهبت بسبب الجنجويد الذي كان يتحكم في الأنفاس، وكان البديل كما ترون ارتداد حاسم ومتطرف نحو ترفع اتباع المذهب المقهور إبان الحكم الأقوى في سوريا ..
ولبنان
لا يحتاج إلى كلام
فالمارونية السياسية بالتحالف مع أثرياء السنة ضغطوا على أعصاب أهل مذهب أهل الرجعة والإمامية حتى صنعوا حزبهم المنتسب مباشرة لله ذودًا عن جنجويد إخوتهم في الوطن.
بقي أن أقول
هل يوجد جنجويد وطني لدينا؟!
أريد أن أعفي نفسي من الاجابة
لأن كل واحد فينا له مصلحة أن يظل هذا ( التلم العربي ).
لكل العرب
وأن يظل وطن رسالة لا غيرها هي رسالة النهضة العربية …
ومن يقبل الالتحاق بالفكرة الجنجويدية، فالنتائج ماثلة أمامه.
أقوى دولة في المنطقة هي إسرائيل قد أنهى كل تميزها الجنجويد، وأرجعت إلى إمارة يهودية يعيش قادتها في مغارة يطل برأسه منها ثالوث مريض مأزوم ( بن غفير نتنياهو ، سموتريتش )
اختطف مجتمعا بأسره
وترك له الحقد والأمل بالتحلل والفناء …
وما حولنا لا يحتاج الى تحليل
إن المذبحة التي تشخب دماءها الآن في دارفور هي تتساوى بالضبط بالطريقة وبالقيادة مع مجزرة غزة والمعلم واحد والنتيجة ذاتها.
اللهم جنبنا الجنجويد وأبعد عنا ملامحهم.
الأستاذ أحمد سلامة
– رئيس تحرير صحيفة الرأي الأردنية وهي الأولى بين الصحف.
– مستشار إعلامي للأمير حسن بن طلال.
– ثم مكتب الملك حسين رحمه الله.
– ثم مستشارًا إعلاميًا لملك البحرين
– له ٥ أعمال (مؤلفات)
 
				 
															






