الخرطوم=^المندرة نيوز^
يبدو أن العمل الإنساني في زمن الحرب لم يعد مجرد رسالة رحمة، بل أصبح أداة تُستخدم كفزاعة، وكمساند للمليشيات في توسيع دائرة العنف والهيمنة. فالعمل الإنساني الذي كان يومًا جسرًا للتخفيف عن الألم والمعاناة أصبح في بعض الحالات جزءًا من آلة الحرب، التي تُوظف لتحقيق أهداف لا علاقة لها بالإنسانية.
وفي هذا السياق، يصعب تحميل الدولة وزر كل ما يحدث، فحين يُستغل العمل الإنساني كجزء من النزاع، تصبح الإجراءات الحكومية لإعادته إلى مساره الطبيعي أمرًا مشروعًا وضروريًا. الدولة ليست مسؤولة عن الانتهاكات التي تُرتكب باسم الخير، لكنها ملزمة باتخاذ كل ما يلزم لإرجاع الإنسانية إلى مكانها الصحيح.
والضحايا هنا ليسوا فقط من فقدوا حياتهم أو ممتلكاتهم، بل كل من شاهد قلب الإنسانية يُستغل سلاحًا، وحُوّل العطاء إلى وسيلة للإرهاب والهيمنة.
إنه تحدٍ مزدوج: حماية الناس، وإعادة العمل الإنساني إلى جوهره النقي بعيدًا عن سياسات الحرب، بعقلانية ووعي، حتى يظل العطاء رسالة سلام، لا أداة صراع.
والحقيقة المؤلمة أن الإنسانية في زمن الحرب تحتاج إلى صرامة وحكمة، لتبقى في خدمة الناس، لا في خدمة الميليشيات، ولتستعيد قيمتها كقوة للتعافي، لا كسلاح للدمار.
للأسف، تم اكتشاف أن بعض الحاويات المرسلة تحت غطاء المساعدات الإنسانية كانت تحتوي على أسلحة ودعم لوجستي للمليشيات. هذا الانتهاك المريع يحوّل جهود الإغاثة إلى أداة حرب، ويزيد من معاناة المدنيين الأبرياء الذين يفترض أن تكون المساعدات مخصصة لهم فقط.
ورسالتي الأخيرة في هذا المقال:
انتبهوا يا سودانيين، حكومة وشعبًا، فزّاعة المساعدات الإنسانية وحاويات الإغاثة ربما هي المدخل الي دعم للمليشيات، فلا تغفلوا عن حقيقتها وما تحمله من مخاطر على أمن الوطن وسلامة المواطنين.
ندي عثمان عمر الشريف







