الخرطوم=^المندرة نيوز^
في خضم الحروب والصراعات، لا يُقاس النصر فقط بما تحققه الجيوش في ميادين القتال، بل أيضًا بمدى وعي المواطنين وحسن إدراكهم لمسؤولياتهم تجاه أمن بلادهم. وفي هذا السياق، أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، توجيهات حاسمة بحظر استخدام الهواتف المحمولة في ساحات القتال، ومنع أي شكل من أشكال التواصل أو التصوير أو النشر الذي يمكن أن يمس سرية العمليات العسكرية أو سلامة القوات.
هذا القرار يأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث أصبحت المعلومة أخطر من الرصاصة، والصورة قادرة على تغيير موازين المعارك. إن استخدام الهاتف أثناء العمليات القتالية لا يُعد مجرد مخالفة، بل خيانة عظمى يمكن أن تسهم بشكل مباشر في كشف مواقع القوات وتمركزها للعدو، مما يعرض الأرواح للخطر ويقوّض مسار النصر.
القائد العام شدد كذلك على ضرورة محاسبة كل من يُفشي أسرار الجيش أو ينشر معلومات عن تحركاته، حتى وإن كانت في أوقات الانتصار أو التقدم، لأن الحفاظ على السرية يُعد جزءًا من المعركة ذاتها. كما تم التحذير من التواصل مع الإعلاميين أو النشطاء أو الصحفيين بشأن أي تفاصيل عسكرية، مؤكدًا أن المعلومات الرسمية تصدر فقط عبر القنوات المخوّلة.
وفي خطوة موازية، دعت غرفة القيادة والسيطرة جميع المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية والامتناع تمامًا عن نشر أي صور أو أخبار تتعلق بتحركات القوات المسلحة. فالتصوير أو التعليق على سير المعارك، أو حتى نشر الشائعات، يمكن أن يهدد الأمن القومي ويُستخدم من قبل العدو في حرب المعلومات.
بعد اخير :
خلاصة القول، إن الحرب الحديثة لا تُدار بالسلاح وحده، بل بالمعلومة المنضبطة، وبالوعي الجمعي الذي يحول دون تسرب الأسرار أو الوقوع في فخ الدعاية المضللة. واخيراً، في هذه المرحلة الحرجة، يصبح التزام الصمت واجبًا وطنيًا، والوعي سلاحًا لا يقل أهمية عن البندقية. فالنصر لا يتحقق فقط في الميدان، بل أيضًا في عقول وقلوب المواطنين الذين يدركون أن أمن الوطن مسؤولية الجميع… ونواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الثلاثاء (4 نوفمبر 2025م)
