المندرة نيوز

وطُفئت أنقى الشّموع.. حفيد الباشا يرثي شاعر الوطن

الخرطوم=^المندرة نيوز^
برحيل الشاعر الكبير محمد عبدالقادر أبوشورة، طُفئت اليوم واحدة من أنقى الشّموع التي ظلّت تضيء الوجدان السوداني لعقود. لم يكن مجرد شاعر ينسج الكلمات، بل كان ضميرًا حيًّا يلتقط نبض الأرض، ويرفع من بين ركام الألم قصائد تشبه السودان في عناده، وكرمه، ونُبله، وصبره الذي لا ينكسر.

أبوشورة كان من أولئك الذين لا يكتبون بالحبر، بل بالروح. كل بيتٍ من شعره كان قطعة من قلبه، وكل كلمة كانت موقفًا، وكل قصيدة كانت شجرة سمرٍ تمنح ظلّها للناس في أصعب أيام الوطن. حمل السودان في صدره كما يحمل الأب طفله، وحمل هموم أهله كأنها همومه الخاصة، ولم يساوم يومًا على حبّه لوطنه أو إيمانه بقيمة الإنسان فيه.

برحيله، يفقد السودان أحد أوفى أبنائه، وأحد آخر الأصوات التي بقيت تنطق بالعزة حين صمت كثيرون. لكن عزاءنا أن أثره لن يموت. فالكبار لا يرحلون تمامًا؛ يظلّون عالقين في الذاكرة، وفي السطور التي تركوها، وفي الأرواح التي لامسوها بكلماتهم، وفي الوطن الذي أحبّهم وحفظ أسماءهم.

نسأل الله أن يتقبله بقبول حسن، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجزيه عن حبّه للسودان ووفائه لأهله خير الجزاء.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

د. عبدالعزيز الزبير باشا

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *