الخرطوم=^المندرة نيوز^
في هذه اللحظةٍ التي تتألم فيها بلادنا ، ويئنّ فيها المدنيون من أوجاع القصف، والجوع، والتشريد، يصبح الحديث عن الهدنة واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون بندًا تفاوضيًا. لكن، أي هدنة تلك التي لا تُعيد الحقوق، ولا ترفع الظلم، ولا تضع حدًا للكارثة؟
كيف نقبل بتهدئة مؤقتة بينما لا يزال الجنجويد والمرتزقة يتمركزون في قلوب المدن، وفي المستشفيات، وبين أزقة الأحياء؟؟
كيف نُهادن من اختطف النساء، وجنّد الأطفال، ونكّل بالعزّل واغتصب الحرائر ؟؟
هل نغضّ الطرف عن دموع الأمهات، وآهات المغتصبات، وصيحات الأطفال في المعتقلات، فقط لأجل “صورة سلام” مشوهة؟؟
لا والف لا
ان الإنسانية لا تتجزأء
والحديث عن هدنة دون انسحاب كامل للمليشيا من المدن والمرافق الحيوية، ودون اطلاق سراح المختطفين جميعًا ودون تأمين عودة آمنة للنازحين إلى ديارهم، هو حديث لا يعنينا، بل يُعدّ خطوة نحو شرعنة الجريمة وتكريس واقع الانقسام.
ان الشعب السوداني لا يحتاج إلى هدنٍ هشّة، تُمنح فيها المليشيا فرصة لالتقاط الأنفاس، ثم تعود أشد فتكًا.
السودان يحتاج إلى عدالة.
يحتاج إلى إنهاءٍ حقيقي للحرب، وليس إعادة ترتيب لها تحت غطاء التفاوض.
أي هدنة لا تبدأ بــ حماية المدنيين، ومحاسبة الجناة، هي هدنة على حساب الوطن…
هدنة تُقسّم، لا تُوحّد… تُجمّل الجريمة، ولا تُنهيها.
ونحن كشعب، لن نقبل سلامًا يُنسينا من فقدناهم، ولا هدنةً تُطبع بها مع مغتصب أو مرتزق
فاإما هدنة تحفظ كرامة الإنسان، أو لا حاجة لنا بها.






