الخرطوم =^المندرة نيوز^
تعود الدفتيريا (الخُناق) إلى قائمة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاح
، لكنها تفور مجدداً في دولٍ تتعرض لأزماتٍ طويلة؛ والسودان اليوم مثالٌ واضح. الدفتيريا مرض بكتيري حاد تفرز فيه البكتيريا سمًّا يُلحق أذىً بالغاً بالبلعوم والجهاز التنفسي وقد يسبب اختناقاً ومضاعفات قلبية عصبية مميتة إذا لم يُعالج بسرعة.
أولاً: لماذا تنتشر الدفتيريا الآن؟
السبب الرئيسى هو تراجع تغطية برامج التطعيم الروتينية بسبب النزاع وفشل الخدمات الصحية: تغطية التطعيم ضد الدفتيريا ــ التي تُعطى ضمن لقاح DTP ــ انخفضت بصورة حادة مع تعطّل الوصول إلى المنشآت الصحية، ما خلق جيوباً واسعة من السكان غير المحصنين. هذا إلى جانب ضعف نظام الإنذار الوبائي، تكدس النازحين في مخيمات مكتظة، سوء التغذية الذي يضعف مناعة الأطفال، والحركة البشرية غير المنظمة بين الولايات والدول المجاورة — كلها عوامل مجتمعة تسهل انتشار العدوى. 
ثانياً: حجم انتشار الوباء بالسودان :
وفق تقاريرٍ رسمية ومنظمات إنسانية، سجّل السودان في الفترة يناير–أبريل 2025 نحو 94 حالة مشتبه بها للدفتيريا (منها 1 حالة مؤكدة و1 وفاة خلال تلك الفترة) في مناطق شرقية متأثرة بالأزمة، مع تفاوت في الإبلاغ بسبب ضعف المراقبة. وفي أكتوبر 2025 أبلغت نقابات أطباء وتقارير محلية عن بؤر جديدة في الخرطوم سجلت عشرات الإصابات ووفاة ثلاثة أطفال، ما يؤشر لتصاعد محلي وبؤري في الخطر إن لم تُعالج سريعاً. على المستوى الإقليمي، تشهد منطقة أفريقيا ارتفاعاً واسع النطاق بعد 2023 — عشرات الآلاف من الحالات المشتبه بها والعديد من الوفيات — مما يزيد الضغط على السودان وجيرانه. 
ثالثاً: أمثل طرق السيطرة والوقاية:
1. استئناف حملات التحصين الشاملة (مسارعة إلى تحصين الأطفال غير المكتملين وتعزيز جرعات التذكير للمجموعات الضعيفة).
2. تحسين الكشف المبكر والإنذار الوبائي: تدريب الطاقم الصحي على التشخيص السريع وإرسال عينات للمعامل.
3. تأمين مضاد الدفتيريا (الأنتي-توكسين) والمضادات الحيوية وتوزيعها في مراكز الطوارئ والمخيمات.
4. حملات توعية مجتمعية توضح خطورة المرض وأهمية اللقاح وتصحح الخرافات والمعلومات المضلِّلة.
5. الوصول الإنساني إلى المناطق المحاصرة والنزوح عبر تنسيق مع شركاء دوليين لضمان لقاحات ومواد علاجية. 
بعد اخير ؛
خلاصة القول، الدفتيريا اليوم ليست فقط تهديداً طبياً بل اختبارٌ لقدرة المجتمع والدولة على حماية أطفالها. المشاركة الفعّالة في حملات التحصين التى تنفذها وزارة الصحة ليست رفاهية — بل خط الدفاع الأول عن حياة الأطفال والأسر.. واخيراً، كل جرعة تطعيم تُعطى تمنع حالة وليست رقمًا فقط؛ شاركوا، طوّعوا الشك لصالح الحيّاة، وساهموا في وقف موجة المرض قبل أن تأخذ مزيداً من الأرواح.. اهدى هذا المقال لروح اختى الحبيبة المرحومة أسماء برير التى كانت ضحية الدفتريا نسأل لها الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. ونواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
السبت (22 نوفمبر 2025م)







