المندرة نيوز

مصعب بريــر يكتب.. أمل جديد لـ “الهلال الأحمر السوداني”: نداء الواجب في زمن المحنة ..!

الخرطوم=^المندرة نيوز^
يظل اسم جمعية الهلال الأحمر السوداني مرادفاً للعطاء والبذل الإنساني في ذاكرة الشعب السوداني. فمنذ تأسيسها بقرار من مجلس الوزراء عام 1956 بعد الاستقلال، عملت الجمعية كجهاز مساعد للدولة في تقديم الخدمات الإنسانية في السلم والحرب، لتخفيف المعاناة عن الفئات الضعيفة وضحايا الكوارث.

لقد كانت رائدة في تنظيم أعمال الإسعافات الأولية، ومكافحة الأوبئة، ونشر القانون الدولي الإنساني، محتضنةً آلاف المتطوعين الذين امتدت أياديهم البيضاء لتغطي كل ربوع البلاد عبر فروعها في الولايات.

شهدت الأعوام الأخيرة تراجعاً في مستوى عطاء الجمعية ودورها المحوري، وهو اضمحلال لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج لتراكمات وتحديات جمة تفاقمت مع الظروف القاسية التي يمر بها السودان، وخاصة بعد النزاع الأخير. من أبرز هذه الأسباب:

• تحديات أثرت على العطاء الإنساني: تأثير النزاع المسلح: لقد طال الدمار نسبة كبيرة من المرافق الصحية والبنية التحتية، مما زاد من العبء الإنساني. والأخطر هو الانتهاكات الصارخة لمبادئ الحركة الإنسانية، حيث تعرض المتطوعون والموظفون في الهلال الأحمر للاستهداف والاعتداء والقتل، مما قوض قدرتهم على الوصول الآمن للمحتاجين وأثر سلباً على الروح المعنوية والقدرة التشغيلية للجمعية.

• تحديات الحوكمة والتمويل: قد تكون المشاكل الإدارية الداخلية، وتناقص التمويل الكافي للنداءات الإنسانية التي تطلقها الجمعية، وضعف آليات الرقابة والمساءلة، قد أدت إلى تآكل الثقة وتراجع الكفاءة في الاستجابة للاحتياجات المتزايدة.

قرار إعادة التشكيل: إشارة أمل مضيئة
في خضم هذه الظروف الحالكة، يمثل قرار رئيس مجلس الوزراء بحل اللجنة التسييرية السابقة وإعادة تشكيلها برئاسة السيد عبدالرحمن بلال بالعيد إشارة أمل قوية وفرصة حقيقية لإعادة إحياء الدور الإنساني لجمعية الهلال الأحمر السوداني. إن هذا القرار يضع على عاتق اللجنة الجديدة مسؤولية تاريخية لإعادة بناء الثقة وتفعيل المبادئ الأساسية للحركة الدولية في ظل واقع يزداد تعقيداً.

الجهود المطلوبة كبيرة، فالسودان اليوم في أمس الحاجة إلى منظمة وطنية قوية ومحايدة ومستقلة، تقدم المساعدة الإنسانية لضحايا النزاع والنازحين داخلياً، وتعمل على استعادة الروابط العائلية، وتنشر القانون الدولي الإنساني.

لإعادة الهلال الأحمر السوداني إلى سابق عهده وقيادة دوره في هذه المرحلة، نوصي بالخطوات العملية التالية:

1. تعزيز حماية المتطوعين: يجب أن يكون أمن وسلامة المتطوعين على رأس الأولويات. يتطلب ذلك مخاطبة فورية وصارمة لجميع الأطراف المتحاربة بضرورة احترام شارة الهلال الأحمر وحماية العاملين الإنسانيين، بما يتماشى مع اتفاقيات جنيف.

2. تطوير الحوكمة والشفافية: العمل على وضع هياكل إدارية واضحة وشفافة، وتفعيل آليات المساءلة المالية والإدارية لضمان استخدام الموارد بكفاءة عالية، مما يعزز الثقة لدى المانحين والجمهور.

3. إعادة بناء القدرات: الاستثمار في تدريب وتأهيل المتطوعين والموظفين على الإسعافات الأولية، والاستجابة للكوارث، والقانون الدولي الإنساني، مع التركيز على الدعم النفسي والاجتماعي.

4. التوسع في الشراكات: تفعيل وتوسيع الشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي، والوكالات الأممية الأخرى لضمان وصول أكبر للمساعدات الإنسانية.

5. التركيز على الدعم المجتمعي: إعادة تفعيل الفروع الولائية وتعزيز دورها المجتمعي في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وتحويل المتطوعين إلى قادة رأي لترسيخ قيم التعايش والسلام.

بعد اخير :

خلاص القول، إن جمعية الهلال الأحمر السوداني ليست مجرد منظمة، بل هي ضمير الأمة الإنساني. الأمل معقود على اللجنة التسييرية الجديدة بانتشال هذه المؤسسة العريقة من عنق الزجاجة، وإعادة إشعال شعلة العطاء في أصعب الظروف.. خلاصة القول، فلنقف جميعاً، حكومة وشعباً ومتطوعين، صفاً واحداً لدعم هذا الكيان الوطني الذي لا غنى عنه. لنجعل من هذا القرار بداية لعهد جديد يكون فيه الهلال الأحمر السوداني الدرع الواقي والملاذ الآمن لكل محتاج في ربوع السودان.. ونواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..

ليس لها من دون الله كاشفة

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين

#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الخميس (27 نوفمبر 2025م)

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *