المندرة نيوز

مصعب بريــر يكتب.. السودان يُقتل بعار الصمت العالمي: فضح صُنّاع الدم ومُمهّدي طريق الإبادة ..!

الخرطوم=^المندرة نيوز^
منذ اندلاع الحرب في السودان في منتصف أبريل 2023م، ظلّ الشعب السوداني يصرخ في وجه العالم: من الذي صنع دوّامة العنف، ومن الذي أطال عمرها، ومن الذي يتربّح من نزيف البلاد؟ الحقيقة تكشف أن الأزمة لم تكن مجرد صراع محلي، بل تشابكت فيها أيادٍ خارجية صنعت وقائع الدم ودعمت آليات الخراب، كما جاء فى مقال الدكتورة المهذبة إيناس محمد الحسن “كابوس العنف” بعمودها الصحفى الراتب ، الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥م.

الأمين العام للأمم المتحدة وصف ما يحدث بـ “كابوس العنف”، ودعت واشنطن لوقف إطلاق النار عبر مقترح هدنة لثلاثة أشهر. غير أنّ جوهر هذا المقترح كان – وطنياً – الأخطر؛ إذ منح المليشيا المتمردة فرصة لالتقاط أنفاسها، وإعادة التمويل والتسليح، بينما تضمنت الورقة بنوداً تمسّ سيادة السودان وتدعو لتفكيك الجيش وحل الأجهزة الأمنية، وتُبقي في المقابل على المليشيا! لقد كُتبت تلك الورقة في وقت كانت أجندة “دويلة الشر” تُدار داخل غرف الرباعية، حيث صاغت الإمارات – عبر نفوذها – اتجاهات الاجتماعات، إلى أن اعترضت القاهرة على كثير من بنودها، ثم سقطت الورقة من الحساب.

خطوة الأمم المتحدة بعقد أول اجتماع ميداني في الخرطوم في 24 نوفمبر 2025م مثلت تحوّلاً نوعياً؛ فوجود فريق المنظمة على الأرض يعني أن الوقائع والشهود والانتهاكات ستكون أمامهم مباشرة، دون قدرة أي جهة على التلاعب بالسرديات أو تزوير الحقائق، وهذا ما يقلق صُنّاع الحرب الحقيقيين.

ووسط هذا، يخرج مسعد بولس من أبوظبي ليعلن أنه قدم خطة لوقف الحرب ولم تجد القبول. وكيف تكون محايدة وقد صيغت تحت سقف دولة متهمة بتمويل الفظائع نفسها؟ ثم يظهر قرقاش ليقول إن الإمارات ترحب بالقيادة الأميركية لإنهاء “الفظائع”. والسؤال: من الذي صنع الفظائع ابتداءً؟ ومن الذي ضخّ السلاح والمال والمرتزقة؟ إنّ آخر من يحق له الحديث عن مأساة السودان هو المتورط في صناعتها.

الأمم المتحدة نفسها وصفت الحرب بأنها “أكبر أزمة إنسانية في العالم”، وأن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت على نطاق واسع. وفي ستراسبورغ، دعا البرلمان الأوروبي إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم الوحشية وفرض عقوبات على كل من تورّط في دعم الانتهاكات.

إن اهتمام العالم بالأزمة يعزز تمسك السودان بـ خارطة الطريق الوطنية التي قدمتها الحكومة للأمم المتحدة في فبراير 2025م، والتي تضع خطوات واضحة لوقف الحرب، وتربط بين معالجة أسباب الصراع داخلياً ومنع التدخلات الخارجية، وصولاً لحوار وطني حقيقي دون وصاية أو ابتزاز دولي.

بعد اخير :
خلاصة القول، لقد شاهد العالم الخراب، ورأى المدن تُقتَل، والنساء يُغتَصَبن، والقرى تُحرق، ولم يتحرك إلا ببيانات القلق. تُرك السودان لأقداره، بينما كانت بعض الدول تمدّ المليشيا بالسلاح أمام مرأى العواصم الكبرى. تأخر الدعم الإنساني، وتباطأت التحقيقات، وترددت العدالة الدولية، وصمتت مجالس القرار حين كان المدنيون يواجهون الإبادة.. وأخيراً، لقد خذل المجتمع الدولي السودان حين ساوى بين الضحية والجلاد، وحين حاول فرض تسويات تُبقي على المليشيا، وحين تجاهل نداءات شعب يطالب فقط بحقه في الحياة.. ونواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..

ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين

#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الجمعه (28 نوفمبر 2025م)

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *