المندرة نيوز

العمدة خير السيد خليفة يكتب.. النخب السياسية ومشكلات السودان

الخرطوم=^المندرة نيوز^
إنه لمن المؤسف والملاحظ أن كثيرا من النخب السياسية عندما تندد بجرائم مليشيات الجنجويد لا يذكرون البتة الجذور التاريخية لجرائمهم وعنفهم غير المفهوم وأنهم امتداد لحقبة أفظع في الاعتداءات والجرائم الإنسانية ، بالرغم أن عامة الجنجويد ورثوا من آبائهم وأجدادهم نفس المصطلحات التي يستعملها مجرمو تلك الحقبة من أمثال جنا الباشا والدينار وغيرها من التلفيقات التي يطعنون بها في العرب غير المتوطنين في دارفور وأنهم يريدون حسناوات الشمال وأنهم آتون لنيل الذهب وخير الأقاليم التي ليست لهم بالرغم من كل تلك المؤشرات الواضحة فإن قلة قليلة تشير إلى جذورهم التاريخية .
ومن المعلوم عند جميع العقلاء أن فلسفة مجموعات الجنجويد قائمة على القبيلة فهي عندهم الإله المعبود والرسول المتبع ، فإذا كان ذلك كذلك فيعني أن التعايشي لم يكن ظاهرة تاريخيّة واندثرت بل هو ناجم بؤس خرج كما يبرز شجر العشر فيقطع ثم يخرج مرة أخرى .
التعايشي هو أول من سنّ سنة الاغتصاب بين أعراب الشتات ، وأول من أحيا القتل على أسس تافهة ، التعايشي أول من سام السودانيين سوء العذاب وسبى نساءهم وقتّل أطفالهم ، التعايشي هو من كان يحرق الناس كما تُحرق النار الحطب
تم تزوير التاريخ وجُعل سافل القوم عاليهم ومجرمهم صالحهم وحُبكت سردية مثالية زائفة تقدم أعظم مجرم في تاريخ السودان في صورة البطل المخلّص .
كان المثقفون السودانيون يحملون حملهم على الإنجليز ولا يقيمون لفظائع من كان قبلهم وزنا ، رغم أن الإنجليز لم يباشروا أحدا بالقتال إلا من هاجمهم في مكاتبهم
ولم يغتصبوا نساء العامة ولا حرقوا قراهم ، بل أسّسوا منشآت ما زالت إلى اليوم مضرب المثل في الجودة والإتقان من كليات ومطبعات وسكك حديد وكباري ومكاتب كبرى فيها من مكنوز العلوم وذخائر الدنيا .
نحن لا نفضل غير المسلم على المسلم لكن الحق يقال : الإنجليز التزموا باخلاق الإسلام اكثر من التعايشي وزبانيته الذين فعليا خدعوا الناس برفع راية الإسلام .
بل قد كان أكبر المستفيدين من الانجليز بيت المهدي المزعوم وإن شئت فقل نبي القوم ، حيث كانو يحصلون على امتيازات الملوك ويدرس أبناءهم في جامعات إنجلترا الكبرى .
بالتالي فمن الإنصاف أن يقال عند كل لحظة يتم تذكير الناس فيها بجرائم الجنجويد أنهم امتداد لحقبة كانت أشد منهم فتكا وفسادا في الأرض ، وهذا أمر في منتهى الأهمية لأنه يقوي وعي الناس بخطورة الأمر ويوقظ ضمائرهم للعمل الجاد والتكاتف الصادق تفاديا لتجدد تلك الأزمة فما فعله الجنجويد رغم فظاعته البالغة لكنه لا يداني أو يجاري صنيع التعايشي وزبانيته في ذاك الوقت ، ومن أراد الاستزادة ومعرفة التفاصيل التاريخية بدقة فأحيله لكتاب السيف والنار لسلاطين باشا ، فهو من أصدق الكتب التي أرّخت لتاريخ المهدية بصدق وأمانة ويتطابق قول سلاطين باشا مع السرديات التي تلوها الأجداد عن بشاعة المهدية والخليفة التعايشي بشقيها الأول والثاني .

وتحياتي …

العمدة / خير السيد خليفة
وكيل ناظر قبيلة القريات
الامين العام لقوات الحرس الوطني ودرع الشمال

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *