الخرطوم=^المندرة نيوز^
تتصاعد في الخرطوم موجة مقلقة من سرقات المنازل أو ما بات يُعرف شعبيًا بـ”الشفشفة”، وهي ظاهرة تمدّدت مع الواقع الأمني الهش وتحوّلت إلى كابوس يومي يُهدر إحساس المواطنين بالأمان داخل أبسط مساحة يملكونها: منازلهم. ومع تزايد الشكاوى والبلاغات، تتجه الأنظار نحو الأجهزة الأمنية والمباحث بحثًا عن إجابة عادلة لسؤال ملح: هل الآليات المتبعة اليوم كافية لوقف التفلتات؟
إغلاق الحارة (٥٤) بالثورة جوار سوق الخدير بمحلية كرري اليوم لتنفيذ حملة تفتيش للمنهوبات بمشاركة قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية يُعد خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه يفتح — في ذات الوقت — تساؤلات حول منهجية العمل: هل تكفي الحملات الموسمية دون معالجة جذور الظاهرة؟
الحقيقة أن شفشفة المنازل ليست نشاطًا فرديًا معزولًا، بل سلسلة كاملة تبدأ بالتفلت الأمني، مرورًا بالأسواق التي تُباع فيها المسروقات علنًا، وصولًا إلى شبكات منظمة تستفيد من ضعف الرقابة وغياب الردع. ما لم يتم ضرب هذه السلسلة من جذورها، فإن الحملات — مهما كانت قوية — ستظل حلولًا تجميلية قصيرة المدى.
لماذا يستمر النزيف؟
1. وجود أسواق مفتوحة لبيع المسروقات يجعل السارق مطمئنًا إلى وجود مشترٍ قبل أن يرتكب الجريمة.
2. ضعف الملاحقة الاستخبارية مقابل اعتماد زائد على الدوريات التقليدية.
3. قصور الإجراءات اللاحقة للبلاغات حيث لا تُستكمل المتابعة للوصول لشبكات التوزيع.
4. تواطؤ محدود من بعض أصحاب النفوس الضعيفة داخل منظومة الأمن وهو عامل يجب مواجهته بحسم لا مجاملة فيه.
توصيات فعّالة للسيطرة على الظاهرة:
1. تجفيف أسواق المسروقات بالكامل
إغلاق الأسواق المعروفة، مراقبة محلات الإلكترونيات والهواتف، والتشدد في طلب إثبات الملكية عند البيع والشراء.
2. إنشاء “قوة استخبارية خاصة بمكافحة السرقات المنزلية” تعمل خارج الروتين، وتتابع الشبكات المنظمة، وتستبق الجريمة لا أن تلحق بها.
3. نشر كاميرات مراقبة مجتمعية منخفضة التكلفة بالتعاون بين الأحياء والشرطة، وربطها بغرفة عمليات مشتركة.
4. تطبيق العقوبات الرادعة فورًا مع إعلان يومي للجرائم المضبوطة، لإعادة هيبة الدولة وإشعار المواطن بأن القانون حاضر وفاعل.
5. تفكيك شبكات التواطؤ داخل الجهات المختصة عبر لجان مراجعة داخلية صارمة، وتدوير الوظائف الحساسة بانتظام.
6. إعادة الانتشار الأمني وفق خريطة “النقاط الساخنة” التي تُحدَّث يوميًا عبر البلاغات والمعلومات، وليس عبر خطط عامة ثابتة.
بعد اخير :
خلاصة القول، السيطرة على التفلتات الأمنية في الخرطوم ليست مهمة مستحيلة، لكنها تحتاج إرادة سياسية وأمنية تُترجم إلى أولوية قصوى، كما ينبغي أن تصبح مكافحة شفشفة المنازل ملفًا يوميًا على طاولة الفريق إبراهيم جابر، بعيدًا عن مراسم العلاقات العامة وابتسامات الصور الرسمية.. واخيراً، مع تضافر الجهد الشعبي والرسمي، يمكن للخرطوم أن تستعيد أمنها وهيبتها، وتغلق إلى الأبد الباب الذي تسلل منه اللصوص إلى بيوت أهلها وطمأنينتهم.. ونواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الاثنين (1 نوفمبر 2025م)
musapbrear@gmail.com







