المندرة نيوز

نص ​كلمة نائب رئيس مجلس السيادة في ملتقى جنوب دارفور للسلام

الخرطوم=^المندرة نيوز^
​أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد مالك عقار إير أن السودان يقف أمام تحديات جسام تتطلب وحدة الإرادة الوطنية، وصفاء الرؤية، وحشد الطاقات نحو أهداف محددة، وهي السلام المستدام، والوحدة الوطنية الراسخة، ودولة عادلة تحفظ حقوق كل مواطنيها.

​وقال سيادته خلال مخاطبته ملتقى فعاليات جنوب دارفور التفاكري حول السلام والتعايش السلمي، تحت شعار “يداً بيد….نحو جنوب دارفور آمنه ومتعايشة “، بحضور والي ولاية جنوب دارفور مرسال حسب الرسول، والأستاذ خالد الإعيسر وزير الثقافة والإعلام والسياحة، وعدد من المسؤولين “إن السلم الاجتماعي والتعايش السلمي هما أساس أي تحول سياسي حقيقي، ولن ينجح أي مشروع وطني ما لم يقم على قبول الآخر، واحترام التنوع، ونبذ خطاب الكراهية والجهوية، والإيمان بأن السودان يسع الجميع”.

​وأضاف نائب رئيس مجلس السيادة: “سنعمل على سياسات تضمن المشاركة العادلة، وتمنع الإقصاء، وتبني مؤسسات دولة حديثة، تعكس تنوع المجتمع وتستند إلى مبدأ المواطنة المتساوية بلا تمييز”.

​وأشار سيادته إلى أن قضية النزوح واللجوء ليست مجرد ظرف إنساني طارئ، بل نتيجة تراكمات سياسية وأمنية واجتماعية “لا بد أن نعمل على تحويل هذا الملف من أزمة ممتدة إلى فرصة لإعادة بناء المجتمعات، وإعادة النازحين إلى مناطقهم بكرامة، وتوفير الأمن والخدمات، ودمجهم في المسار الوطني، إيماناً من حكومة السودان بأن السلام الحقيقي يبدأ من أرض المواطن وبيئته وحياته اليومية.

​فيما يلي المندرة نيوز تنشر نص ​كلمة نائب رئيس مجلس السيادة في ملتقى جنوب دارفور للسلام والتعايش والوحدة (١-١٢-٢٠٢٥)

السادة المسؤولين الحكوميين
السادة ممثلو الإدارات الأهلية،
السادة الخبراء والإعلاميون والباحثون،
شعب السودان العظيم داخل القاعة وخارجها عبر وسائل الإعلام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يشرفني أن أخاطبكم في هذا الملتقى الوطني الرفيع، الذي ينعقد في مرحلة مفصلية من تاريخ بلادنا، حيث يقف السودان أمام تحديات جسام تتطلب وحدة الإرادة الوطنية، وصفاء الرؤية، وحشد الطاقات نحو اهداف محددة وهي السلام المستدام، والوحدة الوطنية الراسخة، ودولة عادلة تحفظ حقوق كل مواطنيها. لابد ان يقوم مفهوم الوطنية هذه على وحدة البلاد وليس على الدين او هوية أحادية القطب.

السيدات والسادة،
إن القضايا المطروحة أمامكم اليوم من النزوح واللجوء، دور الاعلام، السِلم الاجتماعي، الإدارة الاهلية الحاضر والمستقبل، العدالة الانتقالية ليست ملفات تقنية أو تنظيمية فحسب، بل هي جوهر المشروع السياسي والاجتماعي لبناء السودان الجديد.
فقضية النزوح واللجوء، ليست مجرد ظرف إنساني طارئ، بل نتيجة تراكمات سياسية وأمنية واجتماعية. لابد ان نعمل على تحويل هذا الملف من أزمة ممتدة إلى فرصة لإعادة بناء المجتمعات، وإعادة النازحين إلى مناطقهم بكرامة، وتوفير الأمن والخدمات، ودمجهم في المسار الوطني، إيماناً من حكومة السودان بأن السلام الحقيقي يبدأ من أرض المواطن وبيئته وحياته اليومية.

نولي اهتماماً كبيراً لدور الإعلام الوطني، فالاعلام سلاح متعدد المهام والوظائف (قال بول جوزيف غوبلر وزير الدعاية النازي ١٨٩٧م “اكذب اكذب حتى يصدقك الاخرين، ثم اكذب حتى تصدق نفسك، اعطيني اعلام بلا ضمير، اعطيك شعباً بلا وعي“، فالاعلام أصبح في زمن التحول الرقمي، جزءاً من أمن الدولة واستقرارها. ولن نتسامح مع خطاب الكراهية أو التضليل أو التحريض. الخطاب الجهوي والكراهية لم تأتي من فراغ لكن لأسباب معلومة مع سكوت النُخب السياسة عن بحوث ودراسات التاريخ، الذي يهدد السلم الاجتماعي، خاصة في ولايات مثل جنوب دارفور.
نحن ملتزمون بإطلاق إعلام مسؤول، مهني، يعكس صوت الوطن، ويعزز ثقافة السلام، ويقاوم حملات التشويه والانقسام.

الحضور الكريم،
إن السِلم الاجتماعي والتعايش السِلمي، هما أساس أي تحول سياسي حقيقي. لن ينجح أي مشروع وطني ما لم يقم على قبول الآخر، واحترام التنوع، ونبذ خطاب الكراهية والجهوية، والإيمان بأن السودان يسع الجميع. ولذلك نعمل على سياسات تضمن المشاركة العادلة، وتمنع الإقصاء، وتبني مؤسسات دولة حديثة، تعكس تنوع المجتمع وتستند إلى مبدأ المواطنة المتساوية بلا تمييز.

وفي هذا الإطار، تظل الإدارة الأهلية الاصلية غير المؤدلجة والمُسيسة من الحكومات والأحزاب ركناً أصيلاً في بنية المجتمع السوداني، وصمام أمان في فض النزاعات وتعزيز الروابط الاجتماعية. ويجب ان تبتعد عن السياسة وتكتفي بممارسة دورها المجتمعي فهذا هو ما ينفع الناس، ورؤيتنا المستقبلية كحكومة تقوم على تمكين الإدارة الأهلية ضمن إطار تشريعي حديث، يتيح لها أداء دورها بفعالية، وتكامل مع أجهزة الدولة، بما يعزز الاستقرار المحلي وبناء السلام.

السيدات والسادة،
أما العدالة الانتقالية، فهي الطريق الذي لا بديل عنه لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية، تُعيد الثقة بين المواطن والدولة. إننا ملتزمون بمسار عادل وشفاف يحقق المحاسبة، وجبر الضرر، ومعالجة آثار النزاعات، بما يضمن عدم تكرار المآسي، ويضع أرضية صلبة لمستقبل أكثر استقراراً.

الحضور الكريم،
إن هذا الملتقى يمثل محطة مهمة في رحلة السودان نحو السلام والوحدة. كما ان توصياتكم ستُشكل إضافةً حقيقية لرسم سياسات الدولة، وتوجيه العمل الوطني في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد. ونؤكد من هنا أن رئاسة الدولة ستدعم كل مبادرة وكل رؤية تسهم في تعزيز السلام، وترسيخ الوحدة الوطنية، وتعميق الحوار، وإصلاح مؤسسات الدولة.

حفظ الله السودان وشعب السودان

والســــــــــــلام عليكم ورحمـــــة الله

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *