الخرطوم=^المندرة نيوز^
لم تكن روضة نبع الحنان مساحة عابرة. كانت نبضًا صغيرًا لقريةٍ تتشبث بالحياة وسط حرب تفرضها الميليشيات المدعومة من الخارج. وفي صباح 4 ديسمبر، تحوّل الضحك الطفولي إلى دم، والدفاتر إلى شواهد. سقط 62 طفلًا في قصف استهدف الروضة مباشرة—جريمة حرب مكتملة الأركان لا تحتاج إلى تبرير أو تغطية.
لكن ما تلا الفاجعة كان صادمًا بقدر الجريمة نفسها: صمت حكومة كامل إدريس.
صمتٌ لم يكن مجرد غياب تعليق، بل غياب قيادة، غياب وعي، وغياب الحد الأدنى من المسؤولية السياسية.
هذه ليست مبالغة.
هذه الحقيقة التي يدركها كل سوداني تابع المشهد.
حكومة الأمل تحولت إلى حكومة الألم.
*أولًا: صمتٌ يقتل الثقة قبل أن يقتل الأمل*
أي حكومة تمتلك ذرة احترام لشعبها — مهما كان ضعف مواردها — كانت ستتحرك خلال الساعات الأولى:
• بيان رسمي واضح
• زيارة للمنطقة
• إعلان حداد
• تشكيل لجنة تحقيق
• تواصل مباشر مع الأهالي
• خطاب طوارئ لطمأنة الشعب
لكن كامل إدريس تصرّف كأنه منفصل عن البلاد.
تجاهل الفاجعة بالكامل، وذهب للحديث عن ملفات هامشية لا وزن لها أمام دماء الأطفال.
هذا ليس نقص خبرة.
هذا عجز قيادي كامل.
*ثانيًا: حكومة الأمل… بوصلة ضائعة في لحظة تحتاج وضوحًا*
الحكومة المدنية مسؤولة عن:
• إدارة الأزمات
• ملء الفراغ القيادي
• تقديم خطاب موحد
• دعم صمود الشعب سياسيًا
• مواجهة الجرائم الميدانية بالموقف السياسي المناسب
لكن حكومة كامل إدريس لم تقم بأي وظيفة من وظائف الدولة.
تخلت عن الساحة، فملأها الشارع بغضبه، وملأتها القيادة العسكرية بثباتها.
وهكذا تآكلت شرعية الحكومة من الداخل… لا من الخارج.
*ثالثًا: من «الأمل» إلى «الألم» — الانهيار اللغوي قبل السياسي*
هذا ليس مجرد تلاعب لفظي.
الناس لم يعودوا يرون أي “أمل” في حكومة كامل إدريس.
تحليل الخطاب العام (NLP) يُظهر بوضوح:
• Sentiment Analysis: غضب مرتفع غير مسبوق تجاه الحكومة
• Framing: الناس يؤطرون الحادثة كفضيحة سياسية قبل كونها مأساة إنسانية
• Narrative Vacuum: الحكومة لم تبنِ سردية، فصنعها الشارع بنفسه
كل هذا قاد لتحول شعبي واضح:
حكومة الأمل = حكومة الألم.
*رابعًا: لحظة الحقيقة… يا ريس خذ الكتاب بقوة*
هذه الفقرة تعود إلى مكانها الطبيعي، لأنها ليست مجرد وصف… إنها قلب المقال، حيث تتقاطع السياسة مع المشاعر الشعبية:
المشهد الذي حدث بالأمس حين خرج الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى العلن ليس مجرد ظهور عادي.
كان استفتاءً شعبيًا مباشرًا:
• الحشود خرجت من تلقاء نفسها
• الهتاف كان صافيًا وغير مُهندس
• الوجوه كانت صادقة
• والتأثر الذي ظهر على فخامة الريس لم يكن تمثيلًا… بل لحظة قائد يرى شعبه يقف معه في أقسى ظروف الحرب
لماذا خرج الناس هكذا؟
لأنهم يريدون قيادة حقيقية… لا استعراضًا سياسيًا.
يريدون من يقف معهم عندما تسقط الروضات لا من يختبئ وراء البيانات الفارغة.
هذه اللحظة يجب ألا تُهدر.ذ
لا يجب أن تُترك لخطابات باردة من حكومة عاجزة.
هذه لحظة يتطلب فيها الناس قائدًا يمتلك الشجاعة والقرار.
وهنا الجملة التي أصبحت اليوم أكثر صدقًا من أي وقت مضى:
_*يا ريس… خذ الكتاب بقوة.*_
*خامسًا: المطلوب الآن — بوضوح مباشر*
1. استقالة كامل إدريس فورًا
ليس من باب التشفّي، بل من باب حماية الدولة من مزيد من الترهل.
2. حلّ حكومة الأمل (حكومة الألم فعليًا)
فقدت ثقة الناس، وفقدت مشروعيتها، والأخطر… فقدت قدرتها على أداء مهامها.
3. تشكيل حكومة حرب وطنية رشيقة وفعّالة
مرتبطة بالقيادة العليا، ومهمتها:
• إدارة الأزمات
• دعم القوات المسلحة سياسيًا ودبلوماسيًا
• التواصل المباشر مع الشعب والولايات
• ضبط الخطاب العام
• حماية المدنيين بكل ما يمكن
4. معالجة الفراغ السياسي قبل أن يتحول إلى تهديد أمني
لأن أكبر خطأ الآن هو ترك المشهد بلا قائد سياسي قادر على اتخاذ القرار.
*سادسًا: روضة نبع الحنان… الدرس الذي لا يُنسى*
دماء الأطفال ليست «حادثًا».
ولا «سوء حظ».
ولا «وقوعًا عرضيًا في خط النار».
إنها وصمة على جبين كل من تجاهل، وكل من تهرّب، وكل من آثر الحديث عن سفاسف الأمور بينما الوطن ينزف.
ولذلك نقولها بوضوح:
إن لم تتغيّر القيادة السياسية التنفيذية … ستتكرر المآسي.
والشعب قال كلمته بالأمس بوضوح:
_*يا ريس خذ الكتاب بقوة….*_
*وطن و مؤسسات…*
*السودان أولا و أخيراً…..*
*د.عبدالعزيز الزبير باشا…*
*6/12/2025*






