الخرطوم=^المندرة نيوز^
كثيرا ما ننتقد أداء البرهان وقراراته في إدارة الحرب وفي نهاية الأمر نجد أن البرهان هو من كان مصيبا ويتحقق نجاح رؤيته السياسية بشكل عجيب ،
هذا لو دل على شيء يدل على أننا أمام عملاق سياسي ورجل متبحّر في الفنون السياسية .
استطاع البرهان عبر تحركاته ومناوراته السياسية في الحفاظ على علاقات السودان مع دول الإقليم والمنطقة وصبر على مماطلات الخارج في عدم ابداء قول سديد وتحرك رشيد إزاء جرائم الجنجويد ، حتى استطاع إمالة المملكة العربية السعودية لكفة السودان ولم يدع ثغرا لدول التآمر في إدانة السودان عالميا .
نحن كشعب سوداني لم يأت علينا رئيس إلا صفقنا لسقوطه بدأ بإسماعيل الأزهري ومرورا بجعفر نميري وانتهاء بالبشير
ثم ما نلبث نعيش حينا من الدهر بعد سقوطهم إلا وجدنا أنفسنا نذرف الدمع على عهدهم .
الشعوب الناجحة تتعلم من التاريخ وتأخذ منه العبر والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين فعلينا أن نقدّر جهود السيد الرئيس البرهان وحكمته العميقة وأن لا ننازع الأمر أهله لكي لا يسقط السودان في يد أعداء السودان ودول البغي والخراب .
ولكي لا يحكمنا حميدتي الجاهل المرتزق الأجنبي عن السودان .
للأسف استقبل الشعب السوداني حميدتي وقومه المرتزقة الأجانب بحفاوة في أزمنة مضت ، واستقبلنا وافدي غرب أفريقيا الذين لا يحسنون لغة أهل السودان ، ويتباهون باحتلال السودان ويتبنّون فكرة الوطن الجديد الذي سيقيمونه هم على زعمهم بقوة البندقية .
وللأسف الشديد اشتروا كثيرا من الذمم سواء كانوا إدارات أهلية أو نخب سياسية من الذين يفكرون في مصلحتهم الآنية فقط .
ونسوا وتناسوا ما جرى لفلسطين قبلهم وجهلوا وتجاهلوا قيمة الوطن التي لا تقدر بثمن وباعوك يا سودان بثمن لا يساوي ذرات من ترابك العزيز .
والآن أغلبهم يزحفون في صفوف الإقامات بدول الخارج وذاقوا الذل والهوان بعد أن كانوا أعزة قوم في وطن لم يعرفوا قيمته وكان درسا قاسيا على قلوبهم ومن يهُن يسهل الهوان عليه فما لجرحٍ بميت إيلام .
والعفو والعافية …
العمدة خير السيد خليفة / وكيل نظارة القريات / أمدرمان






