الخرطوم=^المندرة نيوز^
اليوم لم يكن عاديًا في تاريخ السودان الحديث، بل كان يومًا كاشفًا أعاد ترتيب المشهد كما هو، لا كما حاول البعض تسويقه.
فالمسيرات الشعبية التي عمّت المدن والولايات التي تباشر فيها مؤسسات الدولة مهامها لم تكن استعراضًا عاطفيًا، ولا رد فعل لحظي، بل فعلًا سياسيًا واعيًا، محسوبًا، ومقصودًا في توقيته ورسائله.
ما جرى اليوم هو إعلان شعبي صريح لا يحتمل التأويل:
فخامة الفريق أول ركن/ *عبدالفتاح البرهان* ، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام لقوات الشعب المسلحة السودانية، يحظى بدعم واسع وغير منقوص من الغالبية الساحقة من الشعب السوداني.
هذه الحشود لم تخرج لتُعرّف نفسها، بل لتُعرّف الواقع لمن تجاهله طويلًا. خرجت لتقول إن الدولة ليست فكرة معلّقة، وإن القوات المسلحة ليست طرفًا، وإن ما يجري ليس “نزاع نفوذ”، بل معركة وجود بين دولة قائمة وميليشيا متمردة إرهابية تنتشر حيثما غاب القانون، كما تنتشر الأوبئة، وتُقاوَم بالطريقة ذاتها: بالحسم، لا بالمساومة.
والتوقيت هنا بالغ الأهمية.
في لحظة بدأ فيها المجتمع الدولي—متأخرًا—يعيد قراءة المشهد السوداني، ويصحح بعض حساباته الخاطئة، جاء هذا اليوم ليغلق باب الجدل المفتعل حول “الشرعية” و“التمثيل”. الشارع قال كلمته، وباللغة التي يفهمها الجميع: التفويض حيث تكون الدولة، لا حيث ينتشر السلاح المنفلت.
الأهم من الأعداد، ومن اتساع الرقعة الجغرافية، هو الرسالة السياسية:
الشعب يقف خلف قيادته حين يرى الدولة مهددة، وحين يدرك أن البديل ليس انتقالًا ولا تسوية، بل فوضى مقنّعة تُدار من الخارج وتُنفّذ على الأرض عبر وكلاء بلا مشروع ولا وطن.
وهنا، ومن قلب هذا التفويض الشعبي الواضح، تبرز الرسالة الأهم:
*يا ريس، خذ الكتاب بقوة.*
خذْه بقرارات محسوبة لا مترددة، سريعة لا متهورة، حاسمة تستند إلى معلومات ومعطيات لا إلى ضغوط ظرفية. فالفرق بين العجلة والحسم هو العقل، وبين المجازفة والقيادة هو التوقيت.
اليوم أعاد السودانيون ترسيم المعادلة:
الدولة تحكم،
القوات المسلحة تحمي وتحرر،
والميليشيا المتمردة تُحاصَر ثم تُزال.
هذه ليست سياسة حشود، بل شرعية فعلية تُبنى في الميدان، وتُقرأ في العواصم الجادة بلا حاجة إلى شروحات إضافية. ومن لا يريد أن يفهم الرسالة الآن، سيفهمها لاحقًا… لكن بعد أن يكون الاتجاه قد حُسم، والقرار قد اتُّخذ، والكتاب قد أُخذ بقوة…..
الله اكبر و العزة و الشموخ للسودان و جيشه الباسل الأبي…
ولا عزاء للخونه و الجبناء و المتربصين و المرجفين سحقا لهم أينما كانوا و أينما حلوا…
*وطن و مؤسسات..*
*السودان أولا و أخيراً…*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا..*
_*13/12/2025*_







