الخرطوم=^المندرة نيوز^
وأنت تتجول في الأسواق, إلتفت يمنة ويسرۍ, داخل المقاهي والمطاعم,وملجة الخضار وفي محلات الشواء, تفحص وجوه البائعات, والعاملات في تلك الأماكن, استدرج كل ملكات الفراسة لديك,وتعمق لتقرأ تفسيرات تلك الوجوه !.
ستكتشف أن لكل وجه قصة, بطلتها ضحية لتقاليد فرضت أن تكون المرأة رهينة لتصورات الرجل حتۍ ولو كانت خاطئة.
ولتكتمل الصورة لديك عد بنظرك الۍ المحيط الذكوري, وقيم أفعالهم مع النساء العاملات في السوق وأقوالهم! ستجد أنهم يشعلون نيرانا في جوفهن, يجبرهن علۍ اتخاذ مواقفا دفاعية مستترة خلف تلك الإبتسامات التجارية.
فتجدهن يصارعن النفس لكبت ردود الأفعال وتحمل الإحتقار,والإغواء واستفزاز المشاعر, والبعض يخلط بين المرأة التي خرجت للسوق وبضاعها التي تعرضها لتكسب من ورائها عائدا يغنيها عن السؤال,إلا أنهم يعتقدون الكل معروض للبيع, (الست والبضاعة)!.
ورغم كل ذلك يعملن هؤلاء النسوة بسياسة اللامبالاة وسط كل هذا الضغط النفسي الرهيب!دون أن تفارق الإبتسامة أفواهن أبدا!. تصارعن الظروف وتصدنها بقوة حينما تجبرها أحيانا علۍ تجريد ثوب العفاف.
وهذا موقف استفزني إلۍ درجة كدت فيه أن أفقد صوابي وأفرغ كوب القهوة علي رأس ذلك الأحمق,لولا أن سبقني إليه نظامي كان متواجدا في القهوة ذاتها,ساقه بعيدا عنا ليكفينا شر البلية.
كان هذا المراهق يجلس علۍ كرسي بالقرب من بائعة الشاي, يداعب ربطة من الجنيهات فئة الخمسائة, يدخلها في الجيب ويخرجها, وعينيه تلتهم جسد الفتاة بنظرات شرهة ,ولما فشلت حركاته تلك من لفت إنتباهها, قام من الكرسي وذهب إليها وهمس لها بكلمات يبدو أنه تجاوز بها نطاق المسموح, حيث ترجمتها الفتاة برد فعل غاضب,وناولته بمضرب سحانة البن(الفندك),الذي أخطأ طريقه للحائط بدلا من رأسه,وإنه لو سقط عليه لفجه نصفين لكن الحظ أحيانا ينقذ صاحبه, وقد كاد أن يدفع حياته ثمنا لتصرف أحمق واعتقاد خاطئ, أن كل نساء السوق عارضات لبضاعة العهر وهو خطأ فادح قد يخسر صاحبه الكثير.