المندرة نيوز

بكري المدني يكتب.. القبض على قوش – الممكن والمستحيل-!

القبض على قوش – الممكن والمستحيل-!

الطريق الثالث –

بكري المدني

الخرطوم=^المندرة نيوز^

آخر الأخبار قالت ان البوليس الدولي (الإنتربول)قد قام بتفعيل أمر القبض على مدير جهاز الأمن الأسبق الفريق أول صلاح قوش وفى نفس الوقت وصل في عجل مدير جهاز المخابرات المصري للخرطوم حيث تتهم القاهرة بإيواء قوش !

التهمة المعلنة و التى يلاحق بها الفريق صلاح قوش اليوم هي (الثراء الحرام) ولم تتقدم أي جهة أو شخص -حسب علمي -حتى اليوم بأي بلاغ في مواجهة قوش الذي وقف وراء العديد من الأحداث والأشخاص طوال عهد النظام السابق الذي بنى من خلاله جهاز الأمن على النحو الذي كان عليه

بعد الكثير من المعلومات والوقائع لم يعد الدور الذي لعبه المهندس صلاح قوش في التغيير والإطاحة بالبشير محل جدال كما تشير بعض المؤشرات الى إنه -اي قوش- كان وراء صناعة أزمات الخدمات والسيولة (الكاش)والتى كانت وراء الحنق الكبير على (الإنقاذ) وخنقها حتى الموت بعض الاطباق على عنقها(القيادة العامة) بإحكام بواسطة الإعتصام الذي هندسه قوش أيضا !

الخطأ الأكبر الذي وقع فيه قوش – في تقديري- هو عدم تحديد مكان الخطر عليه ففي حين كان الرجل يركز على أجهزة وقوة وقيادات النظام والتنظيم السابق جاءته (الضربة )من جهات وشخصيات النظام الذي صنعه !

عدد من الأخطاء ايضا ارتكبها المهندس صلاح قوش على درب التغيير وكان أي منها – قبل بيان عوف -كفيل بكشفه إلا انه خرج من مصيدة فض الإعتصام والتي لولا انه قدر الخروج قبلها وبعد قراءته الجيدة لاتجاهاتها -لو لا انه خرج قبل ذلك لوجد نفسه من بعد الأول والأخير وربما الوحيد المتهم بفض الإعتصام !

القبض على صلاح قوش يحقق العديد من الأهداف للعديد من الجهات والشخصيات في آن واحد فهو يغلق وللأبد نافذة الخوف المفتوحة بوجوده في القاهرة ويقطع هاجس تسلله منها في أي لحظة تاريخية لتغيير الوضع القائم مع أحاسيس وهواجس كبيرة بمقدرته على ذلك !

يحقق القبض على صلاح قوش أيضا إسكاته من أي قول متوقع منه في المستقبل قد يتضرر منه بعض الفاعلين اليوم على مسرح الأحداث من قادة القوات او الأحزاب ويؤثر على وجودهم في مفاصل السلطة ويتسبب في تغييرهم وربما توريطهم في الأزمات

من المؤكد أيضا ان القبض على صلاح قوش سيحقق العدالة له ولغيره في حال وجهت له اتهامات حقيقية في ظل محاكمة عادلة للعديد من الأحداث والقضايا التى وقعت طوال الثلاثين عام الماضية

السؤال المهم – هل يمكن القبض على صلاح قوش فعلا ؟! أعتقد -والله أعلم -ان ذلك لن يحدث ولا لأن الرجل خارق كما يشاع ولكن لأن مقره المعروف اليوم اليوم (مصر) لن يفعل !

لن تسلم مصر -في تقديري – قوش لا للخرطوم ولا للانتربول وذلك ما لم يحدث في تاريخها السياسي وبصورة أوضح مع قادة وقيادات سودانية سابقة ولن يحدث لأن مصر أذكى من ان تفرط في أضخم كنز أمني ومخابراتي في المنطقة وأحد أقوى الكروت الرابحة في لعبة المخابرات والسياسة في السودان ودول الجوار العربي والافريقي لمصر وللسودان معا ولعل هذا القول يعززه الوصول المفاجيء و العاجل لمدير جهاز المخابرات المصري للسودان بمجرد إعلان الانتربول عن تفعيل أمر القبض على قوش بطلب من السلطات السودانية !

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب