المندرة نيوز

الطيب قسم السيد يكتب.. هل غاب من يحتاجهم الوطن؟

هل غاب من يحتاجهم الوطن؟

شؤون وشجون
الطيب قسم السيد

الخرطوم=^المندرة نيوز^

ان كان من اللازم بداية هذا المقال بالاجابة على السؤال الذي طرحه عنوانه، فان التاريخ الوسيط والحديث اذا تتبعناه،، كفيل ببث قدر من الطمانينة يدفع اجابتنا نحو الايجاب لتقول لجيل الثورة الفتية التي قادها الشباب الصادق بجراة واندفاع وطني منطلقا بها من سنار والدمازين وعطبرة فالخرطوم والقضارف وكسلا والابيض لتعم مدن السودان كافة، تقول لهم بصوت قوي جاهر*انتم احفاد شعب نبيل* وهم يرددون شعارات نزيهة قوية متجردة ترفع مطلبا جوهريا واعياوملحا، بعيدا عن احتواءات التعنصر لقبيلة او جهة او حزب.
هكذا كانت تطمئننا وجوه وملامح وحناجر شبابنا بان جيلا واعيا ومثابرا يفجر ثورة باشعب ومن اجل الشعب ويقود تغيرا جريئا من اجل ان تتجاوز بلادنا ما كنا نحسبه صادقين معاناة وظلما وعزلا لغالب فئات الشعب، وتراجعا طال الحياة في وطننا في جميع ضروبها.
وبالزحف نحو الاجابة علي سؤال عنوان مقالنا هذا (هل غاب من يحتاجهم الوطن؟) اقول إن المواقف الوطنية التي صنعها هذا الشعب علي مر فترات النضال الوطني بدءا بثورة الامام المهدي وما شهدته من تدافع وطني جامع على مبادئ التحرير والاصلاح، التي رفعها الامام المهدي،، وماخلده دعاة الوحدة مع مصر،، وما نادى به الاستقلاليون في جلسة برلمان العام ١٩٥٥م باعلان استقلال السودان كاملا غير منقوص في جلسة الاثنين التاسع عشر من ديسمبر من العام١٩٥٥م،ومافجره الشعب من ثورات وانتفاضات في اكتوبر وابريل وديسمبر كان وقودها وشهداؤها وفقداؤها من الشباب والطلاب، يعضد كله تاسيس اجابتنا علي ان بلدنا وشعبنا بحسب التاريخ والمواقف الوطنية الخالدة لن يغيب عن مسار عزته من يحتاجهم .
والمواقف الحاضرة التي ابرزتها ديسمبر المجيدة،، كثيرة ومتعددة في اوجها وبعد انتصارها وما ابرزه اعتصام القيادة من قيم و دروس وعبر،، وخلق وابداع ثوري قدم فيه شبابنا تجارب لم تسبق علي مستوى محيطينا العربي والافريقي بل على مستوى العالم كله، رغم النهايات المريرة الحزينة التي خلفها قرار واسلوب فض الاعتصام الذي نناشد لجنة التحقيق بشانه الاسراع في اعلان نتائج ماطال عكوفها علي بحثه وتدارسه من بينات ووقائع ينتظر الشعب تقيمها بحياد وتجرد يشفي غليل اسر الشهداء والمفقودين ويتيح لبلدنا ومؤسساته العدلية، فرصة اخري للتميز والتفوق في ترسيخ عرى العدالة واقامة دولة القانون.
انفذ الى القول ان ما لازم حكومة فترة الانتقال في نسختيها الاولى والثانية من فشل تجاه تحقيق شعارات الثورة واهدافها، هو ركون حاضنتها السياسية وشركاء النسخة الثانية،، من انكفاء على الذات دون المصلحة العامة، وجنوح للمحاصصة الحزبية والجهوية، والمغامرة بدفع عناصر هشة وضعيفة لتولي المناصب والمواقع دستورية وتنفيذية، ليتراجع الاداء العام للدولة وتزداد معاناة الناس ويصل الحال بمواطننا الذي ظن بالثورة خيرا درجة الاحباط والياس واهتزاز الثقة بالحكومة ومؤسساتها واجهزتها.
ان الذي نتابعة من انقسام في مكونات الحاضنة السياسية ومن لحق بها والحق بالمواقع دستورية وتنفيذية، بعد اتفاق جوبا لسلام السودان،، يعيد لذاكرة الشعب تلكم الفصول البائسة من الهوان والتراجع التي كانت تدفع الجيش للتدخل في كل مرات انهيار فترات الديمقراطية في بلادنا.. في نوفمبر ١٩٥٨ ومايو١٩٦٩م ويونيو ١٩٨٩ فتجهض المساعي الداعية للنهضة والاعمار،، وتخمد شعارات للحرية والسلام والديمقراطية والعدالة،، ويتعطل مشورانا نحو التنمية والنهضة والرفاهية.
اختم بالقول إن الذين يحتاجهم الوطن لتجاوز أزماته الماثلة الطاحنة موجودون بيننا،، منهم من عرقلت قدرتهم على تحقيق الاكتفاء وتعزيز الاقتصاد بالانتاج لسد الحاجة وتمكين الصادر،وهم الرعاة والمزارعون،،ومنهم من يملكون الفكرة والقدرة علي تقديم البرامج والخطط والاستراتيجيات في جميع المضروب، وهم من ابعدناهم ظلما بحجة الانتماء والميل السياسي واغلبهم ابرياء من ظننا ،،ومنهم من يشهد العالم بخبراتهم ويحتفي بتفوقهم وهم من عجزنا عن آغرائهم بالعودة للوطن والاسهام في بناءه ،وبينهم الثوار الأحرار من شبابنا الذين لاحزب لهم ولا لون او قبيلة سوى الوطن من قادوا الثورة واذكوا لهيبها من أجل سودان ٱمن مستقر متقدم متطور و مزدهر،، فحصدوا خلاف ما رجوا، وما كانوا يتطلعون.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب