المندرة نيوز

المندرة نيوز في حوار الشفافية مع والي وسط دارفور

المندرة نيوز في حوار الشفافية مع والي وسط دارفور

أحداث زانجي خلفها عناصر تخريبة وسياسية تريد زعزعة الأمن
شرعنا في حل مشكلات الكهرباء والتنمية بالمبادرات الشعبية
خسائر حرق أمانة تفوق الـ (285( مليون جنيه
أدخلنا(14) ألف أسرة في برنامج سلعتي

مدخل
خلال الأسبوع الفائت شهدت ولاية سط دارفور أحداث مؤسفة أشتعلت شرارتها بمقر أمانة الحكومة بعد إنتقلت من جامعة زالنجي والتي بدأت بمطالب مشروعة للطلاب، وأدت تلك الأحداث للإنفلات الأمني وتوترات الأوضاع مما دعا السلطات الأمنية بفرض حالة الطوارئ وإغلاق الجامعة، في ظل تلك الظروف جلست المندرة نيوز إلى والي وسط دارفور دكتور أديب عبد الرحمن يوسف للوقوف على الاوضاع الامنية بجانب اوضاع التنمية ومعاش الناس فإليكم مضابط الحوار..

حوار=^الطاف حسن الجيلي^
كيف تسير الأوضاع بالولاية بعد أحداث زالنجي الأخيرة..؟
حالياً يمكن أن نقول أن الوضع العام مستقر تماماً بالتسع محليات الولاية ولا توجد أي ظواهر مزعجة خاصة بعد فرض حالة الطوارئ التي أسهمت في السيطرة على الأوضاع كافة عقب الأحداث المؤسفة، وحقيقة الولاية خالية من النزاعات القبلية وإنعدمت الإحتكاكات بين المزراعين والرعاة تماماً خلال الفترة الأخيرة.
كيف تتطورت الأحداث بالرغم من أن مطالب الطلاب مشروعة..؟
ما أريد تأكيده أولاً.. أن مسيرة الطلاب سليمة ولديهم حقوق وواجبات ونحن مطالبين بتنفيذها وهذا حق مشروع..
والأحداث بدأت بمطالبات حقوقية أساسية من قبل الطلاب وتتعلق بالسكن وتوفير خدمات الماء والكهرباء في الداخليات، وبالفعل الطلاب رتبوا لمسيرة سليمة ولكن الطريقة التي تمت بها الإحتجاجات لم تكن مناسبة لتحقيق تلك المطالب لذلك الطلاب وجدوا أنفسهم في معركة غير معركتهم وهم جنود فيها وهذا أدى لتأزم الوضع، وكان من المتوقع أن تحدث فيها تحديات نسبة لخصوبة أرضية الأحداث التي قد تجر خلفها كثير من العناصر المتفلتة، وقد كان..
أنت تقصد وراء الأحداث جهات تخريبة..؟
بالتأكيد.. لأن هناك عناصر تدخلت بدوافع مختلفة منها بغرض النهب والتخريب ومنها أجندات سياسية وهذه أسفرت عن جرح (4) من الطلاب و(3) منهم إصابات خفيفة وواحد جرحه متأثر وتم تحويلة لمدينة نيالا.
طيب ما هي دواعي وجود العسكر بمقر الجامعة..؟
ما أريد توضيحه أن الجامعة الآن في مقر بعثة يوناميد الذي تم تخصيصه للطلاب قبل تفريغه بالكامل من الأصول والأشياء الأخري التابعة للبعثة لأسباب متعلقة بترتيبات مركزية، وحرصاً على حل مشكلة بالجامعة كان لابد من وجود العساكر بالمقر، وهذا يفرضه واجبنا الوطني لحماية الدبلوماسية السودانية خاصة وأن هنالك أصول بقيمة كبيرة ونحن مسؤبين من حمايتها، وبنحمي فيهما مجموعة من الأشياء والتي من ضمنها قرار خروج بعثة يوناميد من السودان، جميع تلك الحيثيات جعلت إدارة الجامعة تقيد الحرس بموجهات حصر الدخول للطلاب فقط، لكن الملفت للنظر أن عدد كبيرمن المتظاهرين كان غير الطلاب ودخلت معهم مجموعات مختلفة بالإضافة إلي أن الموقع هذا ليس موقع مظاهرة ولا موقع طلاب.
لكن كيف تحولت الأحداث لمقر أمانة الحكومة..؟
المشهد الاول للأحداث كان بالفعل في الجامعة والأوضاع تحت السيطرة ولم يكن هناك أي مؤشر لزعزعة الأمن في الإطار الخاص، ولكن بعد أن تازمت الاشكالية وحدثت مشادات بين الطلاب والحرس تحولت المشكلة لموقع أمانة الحكومة وهي مسافة 5 كيلو من مقر يوناميد والان فيه جامعة زالنجي، ولكن عندما تحول المنشط للأمانة دخلت الأجندات السياسية والدوافع الإجرامية بغرض النهب والتخريب ومنها دوافع لزعزعة الامن في الولاية، وهذه الاسباب قادت الطلاب للوصول لأمانة الحكومة.
هل تم منع الطلاب من الدخول لمقر أمانة الحكومة..؟
أنا أشرت إليكم أن هناك عناصر تخريبة بالمظاهرات غير الطلاب وحاولت الدوخول بالقوة وكان الحراس موجودين وأطلقوا النار على الهوا، وهذ الوضع سبب حالات رعب لسكان المدينة، بجانب أنه ساهم في إرتفاع عدد الجرحى لـ(5) جريج وقتل الطالب عز الدين عمر موسي، أما الجرحى الـ(5) تخرج منهم 3 و2 تم تحولهم للعلاج بمدينة نيالا.
حدثنا عن الإحترازات الأمنية التم قمتم بوضها لهذا الشأن..؟
نحنا بداية قمنا بإحتواء الموقف وعقدنا إجتماع عاجل بلجنة الأمن، وأصدرنا خلاله (7) قرارات أهمها اعلان حالة الطواري وحظر التجوال في المدينة من السابعة صباحاً حتى الساعة السابعة مساءاً وتمت زيادتها ساعة أخري مؤخراً كأول خطوة، وتم القبض على عدد كبير من المتهين جزء بحوزته مسروقات، وأيضاً قررنا تكوين لجنة لتقصي الحقائق بالتسيق مع الحكومة الإتحادية التي أوفدت لجنة للولاية وهي باشرت مهامها فعلياً، أيضاً إتخذنا (4) قرارات جميعها من شأن تعزيز الوضع الأمني في المدينة والتي من ضمنها حماية المنشئات الحكومية وغير الحكومية بالإضافة للقرارات الإدارية الأخرى.
طيب هل هناك دواعي مقلقة دفعتكم لإغلاق الجامعة لفترات طويلة..؟
تعليق الدراسة بالجامعة لغرضين أساسيين الأول هدف منه المحافظة على الوضع الأمني في المدينة والغرض الثاني خدمي بحت وهو منح الفرصة للحكومة والجامعة لتوفر الخدمات الأساسية للطلاب لكي يتم فتح الجامعة والخدمات الاساسية تكون متوفرة مياه صحة كهربا وذلك من شأن تحقيق الإستقرار للطالب الجامعي، ونحن حريصون على إستئناف الدراسة قريباً ومكثفين جهودهنا لتحقيق ذلك خلال فترة وجيزة.
هل تم حصر لحجم الخسائر بمقر أمانة الحكومة..؟
حقيقة الخسائر كبيرة جداً تم حرق أساس الأمانة وتهشيم كثير من الأشياء داخل المكاتب بالإضافة إلى حرق (15) عربة حريق كامل وتهشيم (17)عربة، وبعد الحصر الدقيق للخسائر التي حدثت لامانة الحكومة قمنا بتحويل الخسائر لرقم وصل (285 مليون و640 الف و690 جنيه)،
طيب كيف تديرون عمل الولاية الآن..؟
لأهمية الموقع وحساسية الأمانة نفسها هب سكان المدينة بفئاتهم المختلفة لصيانة ونضافة المقر، حيث شاركت في الترميم أطراف العملية السلمية بجانب لجان المقاومة وقوى الثورة (أحزاب الحرية التغيير) والإدارات الأهلية، بجانب الغرق التجارية وأصحاب العمل وممثلين في الوزرات المختلفة ومواطني مدينة زالنجي، وحقيقة جميع شرفاء المدينة بمختلف فئاتهم في نضافة مقر الأمانة وإعادة تأهيل المكاتب، وقررنا خلال 48 ساعة نرجع دولاب العمل داخل المكاتب.
هل الأحداث أثرت على حياة المواطنين اليومية..؟
الحياة في المدينة تسير على طبيعتها وكأن لم يحدث شئ على الرغم من خطورة الوضع وهذه احدي الاشياء التي جعلتني اشعر بقلب عميق حول معايشة الناس مع الأحداث، وهذه الأشياء جعلتني أفكر في المناعة التي ياخذها مواطن وسط دارفور في الاشياء السالبة والتعايش معها، حقيقة الأحداث كبيرة جدا ومحتاجين نضع حولها حل قانوني يؤصل لثقافة حكم القانون وسيادته، هذه الأحداث لا يمكن أن تمشي عابرة ولابد من الشعور الغائب الآن، والحياة خلال اليوم طبيعية وهذا يشير إلى التعايش مع الاحداث الكبيرة صار أشبه بالعادي ولابد أن ينزع هذه الشعور بردع ومحاسبة وردع المتهمين بعد أن تثبت عليهم الجرائم.
أين وصلت جهودكم في مشروعات التنمية بالولاية..؟
في هذا الجانب أطلقنا عدد من المبادرات التي وجدت الإستجابة الشعبية الواسطة، والآن شرعنا في صيانة الطرق، حيث بدأنا بطريق الرابط بين نيرتتي وزانجي ووفرغنا من صيانة 17 كيلو متر من جملة 47 كيلومتر وتبقت لنا 30 كيلو هذا في الطريق الاول سيتم الفراغ منها خلال فترة وجيزة، ومن بعده سنتجة للطرق الداخلية الأخرى، أيضا تشمل مبادرتنا مشروعات الكهرباء وبدأنا بصناعة الأعمدة.
ماذا بشأن الوضع الصحي..؟
لدينا نقصان كبير في الأدوية والكادر الطبي، ولكن متجهين لسد النقص ومعالجة المشكلات بالتنسيق مع المركز والجهات المختصة.
هل لديكم معالجات مطروحة بشأن معاش الناس..؟
فيما يتعلق بالوضع المعيشي مستهدفين (14) ألف اسرة في برنامج سلعتي، والآن وصلت (6) عربات من جملة (11) عربة محملة بالسلع الإستهلاكية قادمة من ولاية، وسيتم توزيعها على محليات الولاية المختلفة.
ما هي خطتكم لمعالجة مشكلة كهرباء الولاية..؟
فيما يتعلق بكهرباء مدينة زالنجي بزلنا فيها جهود مكثفة والآن تعمل بقوة 18 ساعة توليد حراري غير مرتبط بالشركات الأجنبية، وبدأنا حالياً في كهربا مدينة دار سلا وتم إعداد الخطة الأولية، وفي خطتنا نستفيد من البوابير التي تركتها يوناميد في زالنجي وعددها حوالي (10) بابور ونتتج 500 كيلو واط وهذه ستساهم مساهمة كبيرة في تغطية الكهرباء في المدن الصغيرة، وأيضاً لدينا إتجاه لتوقيع اتفاقية مع شركات التوليد الحراري وسنقدم لهم البابورات هدية مقابل توفير الكهربا وهم عليهم التركيب والتشغيل بالادارات المختلفة بالنسبة للتوليد الحراري، ومن جانبنا نساهم معهم في إنشاء الأعمدة، والخطة الكلية لدينا تستهدف صناعة (1725) عمود لتغطية الأحياء الشرقية بمدينة زالنجي.
هل أنتم جاهزون للعام الدراسي الجديد..؟
حتى الآن نكاد مثلنا وبقية ولايات السودان لم تصلنا المناهج الجديدة ولدينا ترتيبات المرحلة المتوسطة والتي تواجهنا فيها تحديات أساسية مثل الفصول والأساتذه خاصة وأن الكادر التعليمي فيها بعد مرحلة الأساس تم دمجه ومنهم من توفى ومنهم في الصالح العام، لكن بالتأكيد سنبدأ الدراسة حسب التقويم المركزي بالإمكانيات المتاحة.
طيب كيف توفقون بين المرحلة المتوسطة والفصول الأولية..؟
حقيقة نحن تواجهنا مشكلة كبيرة في الفصول لأن مدارسنا أصلها مزحومة لكن سنتجاوز مخاطر تفريغ المدارس بتخصيص فصول سنة سابعة وثامنة للمتوسط، ولمعالجة الخلل سنعمل تجمعات للمدارس.
ما هي رؤيتكم المستقبلية للولاية..؟
خطتنا في الولاية مبنية علة خمسة محاور، وتستهدف السلم الاجتماعي في الأمن ولدينا انشطة لتحقيق ذلك، بجانب محورالاقتصاد ووضعنا عدة انشطة وشراكات في القطاعات المختلفة، أما التنمية والخدمات لدينا فيها مشروعات منها قيد التنفيذ وأخرى ستلاى النور في المرحلة القادمة، بالإضافة إلى محورالاصلاحات الذي سنركز فيه على ازالة التمكين عبر اللجنة، أيضاً خصصنا محور متكامل للإعلام.
حدثنا عن جهودكم في تنفيذ إتفاق السلام والترتيبات الأمنية..؟
من التحديات الماثلة أمامنا تنفيذ إتفاق سلام جوبا وأهم بند فيه الترتيبات الأمنية وحتى الآن لم نبدأ فيها ونحن في أمس حوجة لانها تلعب دور كبير في إستقرار الأوضاع وعدم تنفيذها خلق خلل كبير أمني لذلك حريصون على تنفيذها عاجلاً.
هل لديكم خطط للتبشير بالسلام في ولايتكم..؟
في هذه المرحلة لدينا مشروع تعزيز نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج وأضفنا محور مهم وهو نزع روح الجندية من القوات وتحويلها لمدنية ودمج الانسان قي المجتمع، وفي هذا الجانب مركزين على تقليل الدور العسكري وزيادة الدور المدني ومنح المؤسسات المدنية الدور الأكبر في تحقيق السلام.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب