حول مقال اللواء عابدبن عن الكجم والكاجمين
شؤون وشجون
الطيب قسم السيد
الخرطوم=^المندرة نيوز^
اللواء شرطة.م عابدين الطاهر من ضباط الشرطة العظام،، وتلزمني لتاكيد الشهادة بميدانيته ومروءته، الإشارة الى موقفين وطنيين مهمين كانا وراء معرفتي بالرجل عن قرب.
الأول حينما أجتاح فيضان نهر القاش مدينة كسلا في ليل الثالث من اغسطس من العام 2003 حيث تحولت المدينة إلى مجري للنهر.. فتحركت بعد تعليمات عاجلة من رئيسي المباشر مدير الاخبار وقتها الأستاذ عبد العظيم عوض إلى مطار الخرطوم، لأغادر لكسلا على متن أول طائرة لنجدة الأهل في كسلا محملة بالخيام والمؤن و المشمعات.. كنت وقتها انا والعميد صلاح نائب مدير الدفاع المدني نجلس على جوالات البصل على متن الهيلوكبتر التي أزيلت مقاعدها لتوسيع سعتها لحمل المؤن والإحتياجات.
عند وصولها سماء المدينة حلقت الطائرة طويلا حتي تجد مهبطاً خال من المياه صالحاً للهبوط لأن الميادين والساحات، داخل المدينة كانت كلها مغمورة بالمياه.
وعند هبوط الطائرة تقدم نحونا العميد وقتها عابدين الطاهر، شامخ القوام عالي النبرة ذا صوت جهور وصدر رحب، و قلب طيب، تقدم نحونا وأخذنا إلى عربته التي كان يقودها بنفسه فيصحبنا لآداء مهمتنا ويشرع في تزويدنا بالمعلومات والتطورات ذات الصلة بمأساة الفيضان، فكان سعادة العميد وقتها عابدين الطاهر نائب مدير شرطة الولاية أول ضيوفنا على الهواء مباشرة من داخل عربته، ،،ودلفنا برفقته ننقل تفاصيل الماساة متجولين في شوارع المدينة واحياءها ومرافقها نصف للناس والحكومة المركزية، ، حجم الدمار والخراب الذي أحدثه الفيضان وما ألحقه بالمواطنين والممتلكات والمنشأت لحظة بلحظة، تشجعنا وتدفعنا صراحة وشجاعة وجراءة العميد وقتها عابدين الذي لم يخف عنا معلومة أو يتستر أو يتلجلج في الإجابة على أسئلتنا الجريئة المباشرة،مما اضطر الحكومة المركزية لعقد إجتماع صباح اليوم الذي تلا أحداث الليلة العصيبة على أهلنا الكرام في كسلا، ليلة الفيضان،، لتعلن الحكومة في إجتماعها الطارئ، الولاية منطقة كوارث.
وتواصلت تقاريرنا المباشرة الحية تنقل الواقع المرير كماهو علي الهواء عن طريق الهاتف الثريا لإنقطاع الإتصال بالمدينة ومنها.. ومضينا في مهمتنا نتفقد الأمكنة، ونستطلع المواطنين حتي مطلع الفجر. عبر الإذاعة السودانية التي كانت أسرع وأول المبادرين
ومعنا سعادةالعميد وقتها عابدين الذي (كجم) كما يحلو له القول، بمعني فصل من الخدمة فيما بعد من حكومة الإنقاذ التي كانت قوائم تصفياتها تتم تحت ما عرف بالإحالة للصالح العام، وهو ما استعاض عنه اللواء عابدين في مقاله محل تناولنا بعبارة( الكجم،) وهو أي الكجم، ظل بكل اسف ديدن كل الحكومات الوطنية التي اعقبت الانتفاضات والثورات او التي جاءت بها الانقلابات العسكرية.
لقد درجت كل الأنظمة المتعاقبةعلى الحكم، في بلادنا على (كجم) الأوفياء من أبناء الوطن أمثال اللواء شرطة عابدين الطاهر الذي كنت قريباً منه في موقف أخر يوم محاكمة معلمة مدرسة الاتحاد البريطانية، التي اهدت تلميذاً حقيبة على هيئة (دب) كتب عليها إسم محمد النبي الأمي الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه،..وقد كنت أتذاك مراسلا لاذاعة . ال BBC من الخرطوم. فكان الرجل وهو يشغل في ذلك الوقت منصب مدير إدارة المباحث المركزية حريصا ودقيقا وصريحا وحصيفا، من خلال الافادات والتصريحات للأجهزة والوسائط الإعلامية المحلية والأجنبية التي احتشدت أمام محكمة الخرطوم شمال حيث نظرت القضية.. كان للحق حريصا على إبراز كل ما يؤكد عدالة ونزاهة الاجراءات الجنائية والقضائية، التي اتبعت بشان قضية المعلمة البربطانية حتى صدر القرار بمحاكمتها بالسجن ١٥يوما ليستجيب الرئيس السابق لوساطة اللورد البريطاني المسلم، احمد نظير واحدي البارونات من مجلس اللوردات البريطاني باصدار عفو كامل عن المعلمة البريطانية لتنقل بعد ذلك بطائرة خاصة لبلادها الي غير رجعة،، برفقة عضوي مجلس اللورات البريطاني.. هكذا كان اللواء عابدين الطاهر الذي كجمته حكومة الانقاذ وقد اعترف في مقاله ذاك، بانها منعتهم الصراخ والجار بشكوى الظلم الذي وقع عليهم وهو حسب قوله متاح الٱن لمكجومي الحكومة الحالية، لكنه حفظ للإنقاذ حقها وقال إنها لم تعطل المحاكم الادارية و الدستورية امام تظلمات المكجومين من الخدمة المدنية والعسكرية كما تفعل الحكومة الحالية الٱن، بل إن محاكم الانقاذ حسب قوله أصدرت قرارات باعادة الكثير من. المكجومين، للخدمة رغم تلكؤ الحكومة في تنفيذ ٱوامر اعادة بعضهم للخدمة حتي حان وقت بلوغهم سن المعاش.
اللهم أغفر لمن كجم أخانا اللواء عابدين،، وسائر المكجومات و المكجومين من النبلاء والنابهين، ، ممن اوذوا من الكاجمين على تتابع الحكومات ومر السنين، من نوفمبر تمانيةوخمسين، واكتوبر أربعة وستين، ومايو تسعة وستين وابريل خمسة وثمانين، ويونيو تسعة وثمانين،..وتب عليهم ربي مايوين كانوا أم يسارين إسلاميين ، قحاتة كانوا،، أو من هم بين بين.