المندرة نيوز

الطيب قسم السيد يكتب.. المصالحة التي نريد

المصالحة التي نريد

شؤون وشجون
المصالحة التي نريد
الطيب قسم السيد

الخرطوم=^المندرة نيوز^

تتابعت في الفترة الأخيرة ولازالت، تصريحات وافادات وتلميحات بعض المسؤولين والقيادات داخل المنظومة الحاكمة وخارجها،عن خيار المصالحة وأنه السبيل الانجع، لإبعاد البلاد عن شبح التشظي والتشرزم. والتناحر والتقسيم .
ويبدو أن بعض الجهات، و الجماعات والمكونات، تدعوا على طريقتها، للمصالحة،، وفق تصورات بعينها لشكلها ومحدداتها راسمة لها نماذج لا تتجاوز طموح فئتها أو حزبها أو جماعتها،مما يضع المصالحة المنتظرة في خضم المصالحات التي كنا نسمع عنها ونحن صبية بين السلطات الحاكمة، والفئات المعارضة وبين القبائل والبطون.. تلك التي كانت تقام على شرفها الاحتفالات وتنحر الذبائح ويتباري في منابرها الخطباء. لكن سرعان ما تنهار تلك المصالحات بنقض العهود، وتغليب المصالح الذاتية على العليا ،وغدر الماكرين واستقواءهم. خيانة وعمالة،بقوي أجنبية على حساب سيادة البلاد وقيم ومبادئ شعبها الذي ظل يرفض على الدوام الوصاية وكل مايمس عقيدته وقيمه ومقدساته..
أن المصالحة وعبر التاريخ تشكل تراثا راسخا في قيمنا الدينية والإنسانية ضمانها العفو الكامل الصادق عن الضالعين، والمسامحة النبيلة عن المخطئين مهما فدحت المخالفات وعظمت الجوانح ليكون الصلح الذي هو خير، مدخلا لإصلاح النفوس وتبديل النوايا والمقاصد لما فيه خير البلاد والعباد ،بعيدا عن المكر السيئ الذي لا يحبق إلا بأهله.
أن بلادنا هذه التي أقعدها التشرزم والتشظي وظلت تعيش تراجعا وتخلفا متزايدا في جميع فترات حكمها، تحتاج مبادرات حقيقية شاملة مفتوحة لمشاركة كل أبناء الوطن. يقبل بها الجميع وترضى بها كل الاطياف وتستجيب .. دون حجر لجهة أو فرد أو جماعة بسبب جريرة أو فشل اوتقصير، فالمصالحات الحقيقية لا تتم إلا بالعفو والمسامحة والصفح. فتاريخنا الحديث حافل بالمجازر التي ارتكبها السياسيون في حق الأبرياء من أبناء الوطن مدنيين وعسكريين أو حتي في حق من اعتبرتهم الأنظمة الضالعة والتيارات السياسية الممسكة بالسلطة ولو لساعات مجرمين أو مخالفين لنهجها و سياساتها، فالمجازر والاعدامات الجماعية والتصفيات الجسدية المرعبة التي نفذها واقدم عليها اليمين واليسار على حد سواء في بلادنا، مؤلمة ومحزنة من لدن حكومة نوفمبر 1958مرورا بفترة الحكم المايوي،عبورا الي حركة ١٩/ يوليو ضد نظام نميري التي وصفت وقتها بالتصحيحية1971م امتدادا لاعدامات رمضان الشهيرة، وما تبعها في عهد الانقاذ، وصولا لمجزرة فض الاعتصام التي لم تحصد أسر شهدائها و مفقوديها وذويهم جديدا بشأن الاقتصاص لدماء ابنائهم سوى تصريحات رئيس لجنة تحقيقها المتباعدة المترهلة. .
إن أي مصالحة تختزل أمرها بين مكونين أو ثلاثة وتتجاهل السواد الأعظم من أبناء الوطن القابض شعبه على الجمر،، المصطلي بنار الوجع اليومي في الحصول على الاحتياجات والخدمات لا يتحدد عبرها الصانعون في أذى الشعب وازهاق أرواح الأبرياء ولا تشهد عفو أولياء الدم وأصحاب الحقوق ممن اذتهم وشردتهم الأنظمة الحاكمة على مر فترات الحكم،، لن تكون سوى مسكن مؤقت يعود الحال بعد زوال مفعوله إلى ما هو أسوأ.
اقول قولي هذا وقد تابعت كما كل قطاعات هذا الشعب المغلوب على أمره الصابر على ما أوردته إليه الحكومة الماثلة،من معاناة يومية في مباشرة الحصول على كل مطلوباته اليومية من ماكل ومشرب وتعليم وعلاج وأمن،، ستزيد مراراته تلكم المزايدات الفجة الساذجة التي يمشى بها بعض منسوبي الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية، بلا حكمة ودون مراعاة لوعي وفطنة هذا الشعب النبيل الذي إن امتد صبره فإن تاريخه حافل بالهبات والغضبات القاضية،التي اقتلعت الطغاة والظالمين.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب