وهل من دريبات سوى الانتخابات
شؤون وشجون
الطيب قسم السيد
الخرطوم=^المندرة نيوز^
الحوار التلفازي الذي أدراه الزميل لقمان محمد احمد مع سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، حمل مؤشرات مهمة، أوردها السيد رئيس مجلس السيادة، من خلال نقاط مهمة،حول الراهن الحالي في البلاد.كان يمكن أن يضع نقاطا شافية على حروف أخرى أشد إلحاحا غقلها أو تغافلها مقدم الحوار.
فبمثلما جاء حديث السيد الرئيس، صريحا وشفافا وجريئا حول النقاط التي حصر مقدم الحوار النقاش حولها، الا ان مقدم الحوار، انشغل بطرح قضايا أخرى هي على منصة القضاء، وتتوالى، إجراءات حسمها في الدوائر العدلية، فكان ذلك على حساب تطمينات، ينتظرها الناس من السيد الرئيس حرمهم منها تجاهل مقدم الحوار، لها ومنها ما يشكل أزمة راهنة ملحة كالتحديات التى تواجه العروة الشتوية الماثلة التي يمثل نجاحها مرتكزا لنجاح العروة الصيفية المقبلة، في مشاريعنا الزراعية المروية الكبرى التي يمثل تأهيلها اس التحدى الاقتصادي الذي فشلت في تجاوز معضلاته الحكومتان الانتقاليتان، السابقتان.. هذا إلى جانب الصعوبات ، التي واجهت حصاد الموسم الصيفي في مشاريع الزراعة الالية،فيما يلي حصاد وتخزين،وتسويق المحاصيل الغذائية والنقدية الصيفية، وهي قضايا مهمة تستوجب اهتماما اعلى من القيادة العليا للدولة،تجاهلتها أسئلة اخينا لقمان. مع اخرى كتوترات الحدود، وبعض شأن الجوار، إغفلها الاخرى الحوار الذي افتقر في جانب إعداده لترتيب محاوره بالحالة التي تناسب مايدور في أذهان الناس ويجيب على اسئلتهم، ويلمس ما يشغل بالهم،من أزمات تعتري موسمنا الزراعي وعروته الشتوية علي مستوى المشاريع الزراعية الرئيسة. في البلاد،ويطرق بوادر التوترات التي تلوح بين بلادنا وبعض جوارها ويمس معاناة الناس، التي تعتري سبل معاشهم.
وعلى الصعيد المهني، حفل الحوار بالعديد من المحرمات المهنية، في اسلوب، طرح الأسئلة، كمقدمات مقدم الحوار المملة،وتعقيبه غير المهني، على إجابات الضيف وهو راس الدولة، ويتحدث من احد منابرها الإعلامية الحساسة، فيعقب المقدم على الردود، بصورة مخلة مهنيا، بجانب الايحائية التي اتبعها ، وهو يطرح بعض الأسئلة وماشاب بعضها من تكرار وقرب من الوقوع في مغبة السؤال المغلق والمركب.،،يضاف لهذه الملاحظات المهنية، طريقة الختام المبتذلة والمكرورة بالابتسامة والإشارة باليد التي جبل عليها بعض مقدمي ومقدمات برامج المنوعات في زماننا هذا الذي يشهد اختلالا في الكثير من معايير الاشياء..
بعد هذه المقدمة التي كان لابد منها،،ادلف إلى عنوان مقالي هذا،،وقد شدني وآخرين تاكيد السيد رئيس مجلس السيادة، على الاستعداد، للحوار مع الشباب للوصول إلى ما يوقف حالة الانفلات التي يتسبب فيها ويديرها أصحاب مصلحة في أثارة الفوضى وإراقة دماء الأبرياء من شبابنا، واشارته الصريحة لما بينه التحقيق الذي يجري مع مجموعات مشتبه في ضلوعها في حالات القتل وإطلاق النار بالعاصمة وبعض مدن الاقاليم… وكم كان عادلا وومنصفا أن يؤكد السيد رئيس مجلس السيادة ،،على دور مهم منتظر، من لجان المقاومة، في تخفيف حدة الانسداد الراهن، ووصفه لها بأنها تمثل القوى الحقيقية، التي يعول عليها مع القوى الأخرى الحادبة، في تأسيس قواعد الفترة الانتقالية وصولا لمرحلة الانتقال السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة.مما يفتح الباب واسعا لشبابنا لمواصلة حوارهم الجاد مع القوى السياسية،والمكونات المجتمعية المهنية والفئوية، الأخرى بما فيها المؤسسة العسكرية. ،مما يتيح لشبابنا لعب دور تاريخي في تجاوز الأزمة التي تشهدها البلاد.وهو الأمر الذي اعلنه،رئيس مجلس السيادة،بوضوح،بقوله إن أهل السودان بمختلف طوائفهم ومكوناتهم وشرائحهم وفئاتهم هم الأجدر برسم المبادرات ووضع الحلول لقضايا البلاد و تجاوز ازماتها،وهو أمر يعززه الالتزام المعلن باستمرار من السيد رئيس مجلس السيادة بعدم تسليم السلطة إلا لحكومة وطنية منتخبة أو أخرى تشكل بتوافق وطني يقره الجميع.وهي تطمينات أطلقها السيد رئيس مجلس السيادة مقرونة بتحذيرات صارمة وجهها لرئيس البعثة الامية،بالسودان فولكر بيرتس، بالعمل في حدود مهمته،وعدم تجاوزها إلى مهام أخرى ليست من اختصاصه. .
إن المطلوب الإن وهو المجمع عليه،من غالب القوى الوطنية الحادية، هو السعي الخالص والجاد، للتوافق،على حكومة كفاءات مستقلة تنصرف لإنجاز مطلوبات المرحلة الانتقالية، وان تتوافق القوى السياسية كافة،على صيغ بناء هياكل السلطة، الانتقالية العدلية والتشريعية،،ومواجهة التحديات التي يفرضها التراجع الاقتصادي الموروث والمتفاقم الذي احال حياة الناس إلى جحيم،وهي غايات لا يتم بلوغها إلا بالتحلى بقيم التجرد والهمة والمبادرة.
ولعل ترحيب رئيس مجلس السيادة بالمبادرات الوطنية المقدمة من القوى السياسية والمجتمعية والشباب الحادب على مصلحة الوطن، الناظر بعمق لمستقبل البلاد، واقتراحه بتشكيل لجنة وطنية جامعة لدراسة كل المبادرات الوطنية، وتحويلها لميثاق وطني يتوافق عليه الجميع، هو ما يقود البلاد ويوصلها إلى انتخابات حرة ونزيهة.. إذ لا (دريبات) لانتقال ٱمن للسلطة سوى الانتخابات.
