المندرة نيوز

شرف محمد الحسن يكتب.. الإجتزاء_آفة السوشال ميديا

( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة …) ، تعتبر بداية هذه الآية نموذجا بليغا لأثر إجتزاء الجمل أو الخُطب ، فمعنى الآية ودلالتها لن يكتمل إلاّ بإكمال قرائتها ، (.. لا تقربوا الصلاة وأنتم سُكارى)

لم يكن الإجتزاء في السابق قبل انتشار الاعلام الرقمي وشبكة الانترنت منتشرا ومؤثرا بشكل كبير ، فالرسائل كانت اما مكتوبة في الصحف والكتب أو مسموعة ومشاهدة في الاذاعة والتلفزيون والاشرطة ، وهذه بيتم مراجعتها في الغالب ،،

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي – وعلى الرغم من ايجابياتها – ظهرت مشكلتان اساسيتان :
– مشكلة ان المتلقي أصبح بإمكانه يصنع ويرسل الرسائل ،،
– انعدام الرقابة والعجز عن وضع قانون ملزم لتجاوزات النشر جعل انتشار الرسائل وتدفقها يعتمد فقط على اخلاقيات المرسل وفطنة المستقبل ،،

كثير من مقاطع الفيديو و الصور والكلمات المصورة التي يتم تداولها عبر السوشال ميديا بيتم اجتزاءها ونشرها بهدف مختلف تماما عن صياغ محتواها الاصلي ،،

بالامس واليوم انتشر مقطع فيديو من برنامج قهوتنا ، وكان المقطع مجتزءا من حلقة تتحدث عن النميمة والقطيعه ، فعمدت المقدمة نضال الحاج على القطيعه في المصور الذي يصورها بغرض ضرب مثل لانواع القطيعة ،، لكن صاحب الغرض اجتزأ المقطع دون استكماله ، وانتشر بين الناس ذما وسخرية وتوظيفا اجتماعيا وسياسيا واخلاقيا ،،،

كان على المخرج أن يكتب على المقطع ( مشهد تمثيلي – او نموذج للقطيعة ) ، ومثل هذا بيتم عادة في القنوات الكبيرة عندما تعرض مادة اعلانية او مشتراة فانها اما تسحب شعارها او تكتب عليها مادة اعلانية ،،
بعض المواقع بتخلي طرفها من المحتوى على مسؤولية الكاتب ،،
اذن كان على مخرج قهوتنا ان يكتب تنبيه حتى لا تُحرف رسالته ،،

يُقال أن الاميركان في حرب العراق نشروا خطابا صوتيا لصدام حسين يدعو جنوده للانسحاب ، وان الخطاب هو من كلمات صدام حسين المجتزاة من كلماته في أكثر من مائة تسجيل صوتي له ،، وهو نموذج لاثر الاجتزاء ( المونتاج) الموظف ،،

إن مجتمعنا بطبعه سريع التلغف للرسائل المثيرة دون الرجوع لأصلها الكامل ، ويساعد على ذلك أن الرسائل المجتزاة قصيرة يسهل نشرها ، كما أننا نعيش مرحلة من الشك العام دون دليل مما يجعل المتلقي يصدق اي رسالة ويوظفها وفق توجهه وغرضه الذاتي ،،

نحن نحتاج لتفعيل الرسالة المحكمة (( فتبينوا)) ، هذه الكلمة رغم قصرها لكنها تمثل جُمل ومفاهيم وقوانين واخلاقيات تحمي أي عقل ووعي من الانحراف وراء التشويه والغرض الذاتي لمرسلي الرسائل ،،

ولذلك اخي واختي فعّلوا خاصية (( فتبينوا)) في تقبل أي رسالة ، لا تجعل فكرك رهين للرسائل المجهولة حتى ولو طاوعت هواك ، حتى نعبر من هذه المرحلة بسلام ،،

 

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب