يُغالبني شعور الإحساس بالمسؤولية و أهمية الرقابة بشقيها الرقابة الذاتية و الرقابة من الجهة الأخرى لاسيَّما وحالة إنعدام الضمير التي ظلت تكتنف مجتمعنا السوداني و أقولها بكل أسف لم يكن هذا حال إنسان السودان .
غبت عن الوطن لأكثر من ثلاثة عقود ونصف ، وتركت أهلى وبنى وطنى على طيبتهم وكرمهم الفياض ومروءتهم وصدقهم فى التعامل وهذه الأشياء اقترنت كصفات في الشعب السوداني ، كان شعب اصيل يتحلى بالقيم النبيلة لم يؤذي احد ويقوم بواجباته على اكمل وجه ، ولكن للأسف عندما عدت بعد هذا الزمن الطويل وجدت إنسانه مخادع ، غشاش ، كذاب ، منافق ، يأكل الحرام ، وقد تزيت منه مرارا وتكرارا وحسبى الله ونعم الوكيل .
يا أخوان حين يموت في وطنى ضميره ووجدانه.. وتموت فيه مفاهيم الصدق والتعامل الراقى، يبقى على الدنيا السلام .
اتساءل ببراءه :
أين ضمير السودانى الذي كان لايخشى الرقيب البشري إنما كان يخشى فقط من لا تخفى عنه خافية وهو رب العز والجلال .
غش وخدع و جشع تجار واحتكارهم للسوق ورفعهم للأسعار وعلى عينك يا تاجر وهو ما يمثل عبئًا على المواطن في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها ومعاناة الحياة المعيشية ، والمصيبه الكبرى أن هذا التاجر تجد لحيته متدلية وغرة الصلاة على جبينه بينما الإسلام حثَّ المسلم على أن يكون كسبه من الحلال الطيب، وحذَّر من المكسب الحرام أو الذي فيه شبهة قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)
فئة معينة من الناس وهم معروفون يتاجروا بقوت الشعب وجعلوه يعاني من غلاء أسعار السلع الضرورية مثل الحليب والسكر والرغيف وبهذه الكيفية لا تترك أخضراً ولا يابساً من دخله الشهري، فلا يكاد “العامل او الموظف الغلبان من محدودي الدخل يستلم راتبه بعد شهر كامل من التعب والعرق والجهد والجرى وراء المواصلات جيئة وذهابا حتى يجد أن أسعار المواد الغذائية قد فتحت أفواهها، لتبتلع جنيهاته في إسبوع فقط .
هذا كله بسبب موت ضمير التجار ، والذين لا تهمهم معانات وشكوى المواطن الغلبان من مسلسل ارتفاع الأسعار المتواصل وغير المبرر في الكثير من الحالات، خاصةً في المواد الغذائية الاستهلاكية .
حقيقة الضمير غائب فى كل شى ، إستحلفكم الله كيف ينام المسؤول او الوزير او ضابط الشرطه قرير العين وقد تقاعس عن آداء الأمانة الموكولة اليه!!!!؟؟
يا أخوان أعلموا أن الدول التي تعي معنى العمل بكل مفاهيمه لا تضع المُفتّش لكي يدفع العمّال أو الموظفين لآداء مهامهم بل للتأكد من جودة المنتج واستبعاد غير المطابق للشروط بسبب أن كل من ينتمى لأي مُنشأة يرى نفسه المسؤول الأول عنها وفي تقاعسه خُذلان وخيانة للأمانة تستحق الانتحار كما يفعلون في اليابان على سبيل المثال .
قبل يومين ذهبت لمغسلة سيارات لأغسل سيارتى من الغبار والتراب الذى يلازمها من سوء الشوارع وعدم سفلتتها ، فوجدت عمال المغسلة يعملون بهمة متناهية وسرعة واتقان وتفان ففرحت وجلست فى كرسى أراقب سير العمل الهميم ، و فى أثناء ذلك غادر شاب مهندم تبدو على وجهه السكينة والرقى والأدب كان يراقبهم من على البعد ، وبعد مغادرته مباشرة ترك العامل عمله الذي كان يمارسه بهمة و نشاط وجلس واشعل سيجارته والآخر هرول نحو ست الشاى ، اتدرون ما هو ذلك الشاب الذى غادر المكان ، اتضح لى فيما بعد انه صاحب المغسله ، بمعنى ان الضمير غائب والناس لا يهمها مراقبة الله عز وجل ، و كذلك تذكرت المثل الشعبي 🙁 إذا غاب أب شنب لعب أب ضنب ) او إذا غاب القط لعب الفأر . أكرر حين يموت الضمير والوجدان يبقى على الدنيا السلام .
طالما أصبحت الضمائر غائبة
فلا بد من الرقابة وبالذات على التجار وتحديد الأسعار بما يناسب الظروف الاجتماعية التي يمر بها المواطن ومعاقبة التاجر الجشع وتقديمه للمحاكمة ووضع قانون يجرِّم ذلك رأفة بالمواطن الغلبان الذي يعاني من معاناة الحياة الصعبة .
لذا ألا من عودة للرقابة الذاتية و مخافة الله وهل الخواجات أحسن مننا في تأدية الأمانة وحسن التعامل في الأسواق أم ماذا عزيزي القارئ .؟