رصد وجولة : وفاء حسن
منذ أكثر من ست وثلاثون عاما مضت لم تشهد مدينة المناقل ومحلية جنوب الجزيرة مثل هكذا سيول وأمطار وفيضانات أقل ما توصف به أنها كارثية وبالرغم من طبيعة المناخ السائد في تلك المنطقة المنحدرة السهول والهضاب عادة ما تجتاح ولاية الجزيرة مياه الفيضانات والأمطار في فصل الخريف و يكاد أن يكون بشكل سنوي بيد أن هذا العام اختلف الأمر كثيرا وفاق التوقعات لعل لسوء في إدارة غرفة طواري الخريف أو لتغيير في المناخ، استيقظ أهالي مدينة المناقل وقراها بعدليلة هادئة وآمنه كعادة سكان ولاية الجزيرة ليجدوا اغراضهم في العراء وبلاء مأوى يتنفسون الصعداء تحت الماء، اثاثات و ماشية واواني وأنقاض مباني انهارت أمام أعينهم وهم يرددون قدر الله وماشاء فعل انهالت التبرعات داخليا وخارجيا لمساعدتهم لكن لاتزال هناك حاجة لمزيد من الدعم المندرة نيوز بدورها وكاعادتها كانت سباقة في الوصول الى الاهالي المتضريين من السيول والفيضانات حيث بعثت بفريق عمل متكامل لعكس ما يحدث في المناقل الان فكانت نتيجه الجولة التي قامت بها الزميلة وفاء حسن كما يلي
قصور إمكانيات
مشاهد وحكاوي مأساوية أدلى بها متضرري قرى وكنابي محلية المناقل المنكوب أهلها أغلبهم يتوسدون البلاط وسط رهط من الذباب والباعوض والمياه الراكدة داخل معسكرات لا تصلح للحياة ومع ذلك مواقف ضبابية وتماطل وقصور إمكانيات وغياب حكومي واضح تاركين الأمر للإغاثات الخارجية
شكاوى ومآسي المتضررين
اشتكى أغلب المتضررين من سوء إدارة المشرفين في توزيع المؤمن والمعينات وهناك من اتهمهم بالفساد وقالت إحدى المتضررات أن التوزيع يتم بالمحسوبية والمعارف امتلأت المخازن بكثير من المواد أتى بها خيرين من أبناء المنطقة وجمعية الهلال الأحمر في أوقات متأخرة من الليل يأتي بعض سائقي الركشات ويتم ترحيل تلك المعينات إلى خارج المعسكرات ويذهبون بها إلى جهات لا نعلم وجهتها،(قال رجل كبير في السن مقاطعا لها انهم يبيعونها في الأسواق لعمال المطاحن ورأينا أيضا العدس والدقيق )
خيار وفقوس في توزيع المعينات
تطابقت أقوال الكثيرين من المتواجدين في معسكرات الإيواء في اتهامهم للتفرقة التي اتبعها المسؤولين من تسجيل أسماء المتضررين لتوزيع البطاقات التموينية التي لا يتم صرف المواد الا عبرها قالت إحداهن أنهم منذ جلبهم إلى هذه المدرسة لم نحصل على معينات أو مواد غذائية ولا حتى فرشات وعندما نسأل عن السبب يتحجج المندوب أننا لا نملك بطاقة صرف وفضلنا على هذا الحال أكثر من عشرة أيام نأكل من طعام الخيرين من أهل البلد حيث قالت إحدى المتضررات أنها كانت مريضة بالغدة تتلقى العلاج منذ أكثر من أسبوع داخل مستشفى ود مدني عند عودتها لم تجد لا بيتها ولا اثاثها لا ملابس ولا أواني ولديها ست أطفال احداهم يعاني الحساسية من مياه الأمطار
الذباب والباعوض
كشفت أسر كثيرة انها لم تتحصل على أي من مواد إيواء أو فرشات ولا حتى ناموسيات تقيهم لسعات الباعوض وضنين الذباب منذ جلبهم إلى المعسكر بسبب سقوط أسماهم من دفتر التسجيل ولم يحصلوا على بطاقات وأسر أخرى تم سحب البطاقات منهم ولم يصرف لهم شئ بعد مما تسبب ذلك في اكتظاظ أعداد كبيرة داخل الفصول لمحدودية توزيع الفرشات حيث قالت إحدى النساء عانيت كثيرا في الحصول على فرشة أو طعام لنا أيام نأكل وجبة واحدة عبارة عن فتة عدس نحصل عليها بصعوبه لأن الطعام قليل والناس ا عدادهم كثيرة وأضافت (انا أصلا ماعندي بيت كنا نسكن في كرنك من الغش)
وسوء توزيع
أفادت إنتصار عبد الحي مسؤولة المعسكرات بعد إجلاء المتضررين من المناطق المتأثرة بالسيول والأمطار تواصلنا مع إدارة المدارس الأربعةفي محلية المناقل قمنا توزيعهم على أربعة معسكرات في ٤ مدارس وهي المجلس الأفريقي ١ يضم ٨٣ و٢ ٩٣ومدرسة صفية ٦٣ أسرة فضلا عن مدرسة الفاروق ٩٣ أسرة العدد الكلي ٥٠ ٥ أسرة تضم مربعات (٧٠ ٦٩ ٧١ ٧٢) وبعض الكنابي وتم تكوين لجنة ومشرفين للمعسكرات، وقالت في الاعاشة اعتمدنا على الخيرين من أبناء المناقل من جهات تنفيذية وأمنية وشرطية والهلال الأحمر وأكدت إنتصار توفر الغذاء والدواء وقالت لدينا صيدلية وطبيب ومعمل بالمعسكرات الأربعة وأشارت إلى وجود حالات التهابية واسهالات وبعض حالات توترات نفسية جراء ما حدث ولكن غير منشرة وأرجعت شكاوى المتضررين وحديثهم عن القصور إلى سوء التوزيع واكتظاظ المعسكرات بالمتضررين وغير المتضررين. السماني احد المشرفين المتطوعين في حديثه قال أنهم مسؤولين فقط من جلب المؤمن من المخازن التي يأتي بها التجار إلى المكتب المسؤول من المعسكرات ويقوم بتوزيعها على المتضررين واستطرد قائلا سمعنا بعد إصلاح الطريق المقطوع ودخول قوافل الاغاثات رفع التجار أياديهم…لذلك نفدت مواد الغذاء من المخازن منذ ثلاث أيام بعد أن كانت متوفرة والآن أصبح الأطفال والنساء في حوجة للطعام والشراب بجانب الفرشات والناموسيات والبطاطين وأفاد احد المتطوعين، أن هذا ليس بالعدد الكلي للمتضررين فهناك متضررين داخل الأحياء يتخذون الأشجار مأوى لهم يحرسون اثاثاتهم خوفا من السرقات
استمرار السيول حتي الان
ومن جانبه قال المدير التنفيذي لمحلية المناقل أن السيول بدأت أكثر من ١٠ ايام من الناحية الشرقية المحلية وجزء من منطقة جنوب الجزيرة وأخرى من جبل موية في سنار وصولا إلى هضبة المناقل وأضاف كجهة مختصة بالري فرقنا ميجر الشوال لاستيعاب المياه فوجئنا أن السيول أكبر من سعة الميجر وكانت المياة مندفعة بكميات لا يتخيلها العقل… ولا تزال السيول مستمرة لأكثر من ١٢ يوما وكل القرى والكنابي والمناطق الزراعية تغطيها المياه بالرغم من أننا غيرنا إتجاه تدفقها إلى مسارات تدفق مجاري النيل الأبيض والأزرق
حوجة عاجلة
وكشف عبد الله عن تضرر ١٦٢ من القرى والكنابي وانهيار ٤٥٢٩ منزل بشكل كلي و٦٤٦٧ جزئي ٣٧٦٨منزل آيل للسقوط هذا في مع الوضع في الإعتبار زيادة في الإحصائية يوميا. وأوضح المدير التنفيذي أنه وبسبب انقطاع طريق مدني انعزلت المناقل من الجانب الشرقي والغربي لذلك واجهتنا صعوبة في توصيل الإعانات ودخول القوافل إلى المنطقة وأضاف المعينات التي وصلتنا لا تكفي حوجة المناطق مقارنة بالعدد الكبير المتضرر من القرى والاحياء. وذاد الآن منطقة الجاموسي في خطر لم نستطيع توصيل المؤمن إلا عبر الإسقاط من الطائرات ومازالت الاغاثات لا تغطي الحوجة نحتاج إلى ١٠ ألف من خيمة إلى ناموسيات على الأقل وأكد عدم وجود أي بلاغات وفيات بسبب السيول والأمطار في محلية المناقل ونفى كذلك أن تكون هذه السيول بغفل فاعل وقال قام وفد من جهات الاختصاص سلاح المهندسين بجولة في المنطقة وأكدوا عدم تدخل أي فعل أدى إلى ذلك.
إقرار و مناشدة
أقر المدير التنفيذي بمحدودية إمكانية الري في مراجعة الجداول النازلة من النيل الأبيض والنيل الأزرق وعدم استعداد غرفة طواري الخريف بالصورة المطلوبة للتصدي لمثل هكذا كوارث وناشد كذلك عبر الإعلام جميع منظمات المجتمع الدولي والمحلي مد يد العون لإخراج البلاد من هذا الوضع الكارثي… ونحن في الإدارة رفعنا الأمر لأعلى الجهات مجلس السيادة وبدوره قام رئيس المجلس العسكري بزيارة المنطقة ووجه بتكوين لجنة طواري لدراسة الحالة وحجز المياه واستيعابها في المشاريع وبعد أن أعلن الوالي أن المناقل منطقة كوارث أصدر قرار بتحويل في مجاري مياه منها ود حلاوي ودار السلام الرزيقات أن يخلو تلك المناطق ويتم تعويضهم في مناطق أخرى لأنها أصبحت غير صالحة للسكن وهناك خطة سكنية ومواقع خارج من الخطر تحدد لاحقا بعد نهاية الخريف.
الزراعة لم تسلم من السيول
ومن جهته كشف عثمان جاسر مدير إدارة الغيط بمشروع الجزيرة والمناقل إحصائية تلف المناطق الزراعية في العروة الصيفية وبين أنها تقدر ب ٩١ الف فدان موضحا ٦٠ الف فقدان تقع في محلية المناقل و٣٠الف في محلية جنوب الجزيرة.
السيول طبيعية
ويبدو أن ما راج في مواقع التواصل الاجتماعي ليس صحيحا واتضح أن حقيقة الأمر قضاء وقدر وغير مفتعل وان هذه السيول المنجرفة من جبل موية جاءت منحدرة جنوب المناقل اجتاحت كل المناطق الشرقية الجنوبية للمنطقة وكذلك ما ذاد الأمر سواء انجراف بوابة خزان سنار عند اندفاع المياه بغزارة فبالتالي ليس من المنطق أن نقول ذلك لأن منطقة المناقل أراضيها غير مسطحة وإنما سهول منحدرة