القاهرة=^المندرة نيوز^
قال رئيس مجلس الوزراء د.عبد الله حمدوك أن زيارته لدولة مصر تمت فيها مناقشة كافة الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك في مقدمتها قضية سد النهضة، كاشفاً عن جلسة مباحثات مشتركة لمعالجة الملفات الاستراتيجة بين السودان ومصر.
وأعرب حمدوك عن سعادته بزيارة جمهورية مصر العربية وتبادل الزيارات ذات الطابع النوعي بين المسؤولين في البلدين ، موضحاً أن الزيارة الأخيرة لفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للبلاد تؤسس لخلق نوع جديد من العلاقات بين السودان ومصر وتضع أساسا لعلاقة تقوم على استراتيجيات واشكال من العمل المشترك المؤسس بشكل عملي وموضوعي واستراتيجي واضاف في هذا الصدد “السودان ومصر تربطهما أواصر الثقافة والدين والتاريخ والمصير المشترك”. جاء ذلك خلال التصريح الصحفي المشترك مع نظيره المصري د.مصطفي مدبولي بالقاهرة.
وكشف رئيس مجلس الوزراء أن أول لقاء له خلال زيارته اليوم لجمهورية مصر العربية كان مع فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي موضحاً أن اللقاء ناقش كافة الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك لشعبي البلدين وفي مقدمتها قضية سد النهضة، مبيناً أن الوفد رفيع المستوى من وزراء البلدين سيعقد جلسة مباحثات مشتركة، وأضاف في هذا الجانب “نطمح أن يجلس الوزراء من الجانبين لمعالجة كل الملفات الاستراتيجية في العلاقة بين شعبينا سواء كانت مشروعات الربط بالسكك الحديدية او النهرية والبرية والمشروعات الأخرى التي تتعلق بعلاقات التعاون المشترك في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والزراعة والمشروع الاستراتيجي في مجال اللحوم والإصلاح الاقتصادي”.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة بدأت خلال الستة أشهر الماضية في عملية الإصلاح الاقتصادي واتخاذ قرارات وصفها بالصعبة لكنها كانت جراحة مهمة وضرورية، مبيناً أن الحكومة تعاملت في تلك الإصلاحات مع موضوع الدعم السلعي وآخرها قرار توحيد سعر الصرف اهتداءً بالتجربة المصرية وأضاف في هذا الصدد ” نتمنى أن يسمح تعاوننا المشترك بالاستفادة من التجربة التي مرت بها جمهورية مصر العربية قبل أعوام قليلة مضت”.
وأكد حمدوك توافق الرؤية بين السودان ومصر حول ضرورة الوصول لتفاهم يسمح بأن يُحقق سد النهضة طموحات ومصالح شعوب المنطقة بالدول الثلاث “السودان ومصر واثيوبيا”، وبنفس القدر أكّد د. حمدوك ضرورة معالجة هذا الملف بشكل لا يحدث أي ضرر لأي من البلدان الثلاثة، خصوصاً بعد عملية الملء الأحادي للسد في العام الماضي.
وكشف د.حمدوك عن علمهم بأن إثيوبيا متوجهة نحو عملية الملء الثاني لسد النهضة في يوليو القادم، مما يجعل الوقت للتعامل مع هذه المسألة قصير جداً، وأضاف كلنا أمل بأننا سوف نستطيع في هذه الفترة القصيرة تحقيق إمكانية أن يتم هذا الملء بطريقة متوافق عليها والوصول لاتفاق يسمح بذلك، من البلدين سيعكفون على دراسة عدد كبير من الملفات والعمل حولها للخروج بخارطة طريق عملية ممكنة التنفيذ بما يسمح بخلق علاقة استراتيجية بين الشعبين تقوم على المصالح الحقيقة.
ومن جانبه أبدى رئيس الوزراء المصري د. مصطفي مدبولي خلال التصريح الصحفي المشترك مع رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك، قلق بلاده من اعتزام إثيوبيا المضي قدماً في موضوع الملء الثاني لسد النهضة دون التنسيق مع دولتي المصب مصر والسودان، مؤكداً حرص السودان ومصر على التنسيق والتعاون في هذا الملف المهم معرباً عن أمله في استجابة الأشقاء في اثيوبيا خلال الفترة المقبلة بما يحقق مصالح الشعوب بالدول الثلاث وأضاف مدبولي ” لدينا ثقة بأن هذا النهر العظيم الذي يربط بين البلدان الثلاث يستطيع أن يمد يد الرخاء والتنمية والتقدم لكل الشعوب بما لا يضر بمصالح اي شعب منها”، معرباً عن أمله في الوصول جميعاً إلى مسار توافقي وحل حاسم لقضية سد النهضة خلال هذه المرحلة.
وأكد رئيس الوزراء المصري دعم مصر حكومة وشعبا ًلكل الخطوات التي تقوم بها الحكومة الانتقالية في مجال الإصلاح الاقتصادي والمصالح السياسية الكبيرة بين أطياف الشعب السوداني، وعبر عن تمنياته بالتقدم والرخاء لدولة السودان الشقيقة.