الخرطوم=^المندرة نيوز^
أشاد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة بالتقدم الذي أحرزه السودان في برنامج مكافحة الألغام. مبينا أن ذلك سيسهم في دفع مسيرة التنمية وإعادة الإعمار في المناطق التي تزخر بالموارد الطبيعة والثروات المتعددة.
واعلن رئيس مجلس السيادة، في كلمته التي تم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي الرسمية لمجلس السيادة، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الالغام، عن ترحيب السودان بجهود الدول والمنظمات والوكالات العالمية العاملة في هذا المجال. مؤكداً التزام السودان بكل المعاهدات والاتفاقات الدولية والاقليمية التي يعد طرفاً فيها، مثمنا الدور التنسيقي بين المركز القومي لمكافحة الألغام ومكتب الأمم المتحدة لخدمة مكافحة الألغام في السودان.
وفيما يلي نص كلمة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
المواطنون الشرفاء
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يعتبر اليوم الرابع من ابريل يوماً تاريخياً للعالم ولكل الإنسانية ، وذلك بعد قرار الأمم المتحدة بالرقم ٦٠/٩٧ بتاريخ ٥ ديسمبر ٢٠٠٥م ،والذي اعلنت فيه رسمياً، اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الالغام ومخلفاتها.
لقد عانت البشرية كثيراً من مآسي الحروب ، تلك المآسى التي لم تتوقف عند الخسائر البشرية والمادية ، وإنما إمتدت بعد توقف الحرب مخلفة وراءها خطراً يهدد الإنسانية وهو الالغام ومخلفاتها ، والتي فتكت بارواح الملايين وخلفت وراءها العاهات ووقفت عائقاً امام التنمية المستدامة والاستفادة من الاراضي بسبب الخوف من خطر الالغام حتى بعد توقف النزاعات.
ان الجهود المبذولة لإزالة الالغام ومخلفاتها تعد عملاً إنسانياً يستوجب تضافر الجهود الدولية والاقليمية والمحلية جمعاء.
السيد وزير الدفاع ،، الأخوة ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة : يسعدني وبلادنا تشارك العالم الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الالغام ، أن أحي الجهد القائم في هذا المجال على الصعد المحلية والإقليمية والدولية ، واثمن الدور الذي تقوم به المنظمات والوكالات الدولية العاملة في هذا المجال.
وإنتهز هذه السانحة لاحيّ وزارة الدفاع التي احرزت بإشرافها ورعايتها لهذا البرنامج عبر آلياتها المختلفة وخاصة المركز القومي لمكافحة الالغام، تقدماً ملحوظاً في برنامج مكافحة الالغام مما أهل السودان لنيل ثقة الدول الأعضاء في إتفاقية (أتوا) لحظر إنتاج وتخزين ونقل واستخدام الالغام المضادة للأفراد.
السادة مديرو المنظمات والوكالات الوطنية والدولية العاملة في هذا المجال ، إننا في هذه المناسبة العظيمة نؤكد دعمنا لبناء وتطوير القدرات الوطنية في مجال الأعمال المتعلقة بإزالة وتطهير الالغام ومخلفاتها والتي تمثل تهديداً خطيراً على سلامة وصحة السكان المدنيين ،وتقف عائقاً امام التنمية المنشودة ، ونؤكد هنا على أهمية التنسيق وتعزيز الانشطة الانسانية والتوعية بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي .
المواطنون الكرام :
هنا لابد من الإشادة بالانجازات التي تحققت في ولايات شرق السودان والتي أُعلنت قبل عامين خالية من الالغام ، وأيضاً بما تحقق في ولايات دارفور واعلان المناطق المسجلة فيها خالية من الذخائر غير المتفجرة ، فضلاً عن الانجازات التي تحققت في مجال التوعية والتي كانت من أبرزها إدخال منهج التوعية بمخاطر الالغام والذخائر غير المتفجرة في المنهج الدراسي في الولايات المتأثرة ، كما نشير للعمل الجاري الآن في المناطق الخطرة المسجلة المعلومة في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان .
المواطنون الشرفاء :
إن ما تشهده بلادنا من تغيير حقيقي بعد ثورة ديسمبر المجيدة ، سيما السعي الجاد لتحقيق السلام الشامل العادل ، بعد توقيع اتفاق سلام جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في اكتوبر من العام ٢٠٢٠م ، وما تبعه من جهود بتوقيع اعلان المبادئ مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو ، هذه الجهود سيعقبها بإذن الله المزيد من التقدم في عمليات إزالة وتطهير الالغام ومخلفاتها بما يجعل المناطق المتأثرة خالية تماماً ، ويسهل عمليات العودة الطوعية امام المواطنيين لممارسة حياتهم العادية في القرى والارياف ومزاولة حرفهم في الزراعة والرعي والتعدين وغير ذلك ، وكذلك عودة تماسك النسيج الاجتماعي وترابطه مما يعزز الإستقرار والامن والسلم المجتمعي .
إن الإنجازات التي تحققت في هذا المجال، تبشر بمستقبل باهر وواعد أخضر نحو إنشاء المزيد من مشروعات التنمية وإعادة الإعمار وتشجع الاستقرار في مناطق غنية عرفت بثراء مواردها ، ذلك أن ازالة الالغام سيساعد ويسهم في إنشاء وتشييد مرافق البنى التحتية من تعبيد للطرق وتوفير الخدمات وتشجيع الاستقرار وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ومن ثم الانتاج ودعم الاقتصاد .
المواطنون الاعزاء:
إننا في هذه المناسبة الطيبة ، نعلن ترحيب بلادنا بجميع الدول والمنظمات والوكالات الراغبة في العمل في برنامج مكافحة الالغام في السودان ، ونجدد إلتزامنا بكل المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات التي يعد السودان طرفاً فيها، ونعتقد ان التقدم المحرز في العلاقات الخارجية سيؤدي للمزيد من التعاون الثنائي والدولي بين السودان وجيرانه واصدقائه واشقائه بما يسهم في دعم مجهوداتنا والوصول الي اهدافنا في هذا المجال.
التحية لكل الجهود المبذولة في برنامج مكافحة الالغام ، ولتلك التي تضطلع بالتنسيق بين المؤسسات والمنظمات الوطنية والدولية العاملة في هذا المجال .