محمد زين العابدين=^المندرة نيوز^
يبدو أن العلاقات السودانية التركية في طريقها للإنفتاح مرةً اخري وذلك من خلال دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لزيارة تركيا وجاء ذلك خلال إتصال هاتفي أجراه البرهان مع أردوغان بحسب بيان مجلس السيادة مؤخراً.
إتصالات وتنسيق
وذكر البيان أن البرهان تلقي دعوة من أردوغان لزيارة تركيا دون تحديد موعد، وأضاف البيان أن الطرفان إستعرضا مسيرة العلاقات الثنائية والقضايا ذات الإهتمام المشترك علي الصعيدين الإقليمي والدولي، كما تطرق للمساعدات الطبية التي قدمها الهلال الأحمر التركي مؤخراً لتعزيز جهود البلاد للتصدي لجائحة كورونا، وكشف عن إعتزام تركيا تقديم مساعدات أخري كبيرة للخرطوم في القريب العاجل.
زيارة سابقة
وكانت العلاقة بين البلدين شهدت ذروتها إبان زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للسودان في ديسمبر (٢٠١٧م)، حيث أُعتبرت أول زيارة لرئيس جمهورية تركي للبلاد، إلا أن تلك الزيارة أثارت في نفس الوقت بعض سوء الفهم حيث إعتبرها البعض زيارة خاصة بموضوع ميناء سواكن والذي إقترح الأتراك إستلامه وتطويره مما أثار الشكوك والتساؤلات حول حقيقة إهتمامهم وإقترابهم من تلك المنطقة التي تتوسط البحر الأحمر ذو الأهمية الإستراتيجية.
علاقة إسلامية
وبجانب هذا الأمر هناك إفتراض شائع عن وجود علاقة خاصة بين تركيا والنظام السابق فرضتها الأيدولوجية الإسلامية أو العلاقة ضمن “تنظيم أخواني دولي”، حيث يُنظر للتنظيم الدولي كرابطة أو نادٍ يضم أفراداً ومسؤولين عالميين، مما أثار المخاوف ليس فقط داخلياً وإنما أيضاً علي الصعيد الإقليمي حيث أبدت بعض الدول خوفها وقلقها من مالآت تلك الزيارة في تحقيق أجندة وأهداف خاصة.
تجديد ثقة
وفي ظل هكذا وضعية رأت تركيا أن الأفضل هو فتح قنوات تواصل مع السُلطة الحالية ومحاولة كسب ثقتها، بجانب زوال المعوقات أمام تطوير العلاقات الإقتصادية بين البلدين والتي علي رأسها المصرفية بات من المتوقع إرتفاع حجم التجارة بنسبة كبيرة من خلال وجود العديد من الشركات التركية تعمل في قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة وبقية المجالات الأخري المختلفة، ويبلغ حجم التجارة بين الطرفين ما يقارب ال(500) مليون دولار سنوياً، والمؤكد إن الفترة القادمة ستشهد إرتفاع المعدل التجاري من خلال زيادة حجم الإستثمارات ومعالجة كافة المعوقات والعقبات التي ظلّت تعترض توسيع علاقات التعاون الإقتصادي بين البلدين.
موقع مُميز
والشاهد في الأمر أن البلاد من خلال موقعها الجغرافي المميز وفي إطار إهتمام تركيا بأفريقيا يظل خياراً إستراتيجياً لها في الوصول الي أسواق الدول الأفريقية، من خلال تفعيل الإتفافيات الموقعة بين البلدين ومذكرات التفاهم وآليات التعاون المشترك في مختلف المجالات والتخصصات.
نقطة إنتقال
وبحسب متابعات الخبراء والمتابعين للملف أنه من وجهة نظر تركيا يرمز السودان الي نقطة إنتقال الي أفريقيا من العالم العربي ولا يمكن تجاهل الأهمية الإستراتيجية لهُ، وقال سيرهات أوراكتشي الخبير التركي المتخصص في الشأن الأفريقي في مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية بحسب موقع “تي آر تي الدولية”، أن الطموحات التركية في السودان إقتصادية بحته، وأشار الي أن السودان يسعي لتحقيق فوائد إقتصادية في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمر بها بسبب التغيُر السياسي الذي حصل وجائحة كورونا التي ضربت العالم علي حدٍ سواء.
وأضاف سيرهات أن أنقرة تُدرك بأن السُلطة الإنتقالية في السودان تُركز إهتمامها علي ترتيب الأوضاع الداخلية بما يشمل القيام بإصلاحات جوهرية للإقتصاد، وإحلال السلام، والتهيئة لتحول سياسي شامل في البلاد.
وعلي ضوء ذلك يتضح لنا أن المطلوب من الطرفين في هذا التوقيت هو علاقة تعاون ندية بمعني إيجابي للتعاون من خلال الإستفادة من الإستثمار في موارد السودان من جهة تركيا، مقابل الإستفادة من الخبرات والتقنيات التركية من جهة السودان.