مقاومة شعبية .. لا خيانة و لا مهنة سياسية
مقدم م : هشام عثمان حسين الحبوب
الخرطوم=^المندرة نيوز^
إن الإنهيار السياسي و إعتماد الحرب كان هو القاسم الأوحد المشترك للقوى و النخب السياسية السودانية التي تجردت من كل إلتزام وطني و سياسي و قانوني و إنساني و أخلاقي و نخوة عرف بها الرجل السوداني، لكل ما حاق بالوطن من خراب و للشعب من إزهاق للأرواح و إراقة الدماء و سرقة الممتلكات و إغتصاب الحرائر و تدمير الدولة في كل معالمها الحكومية حتي الأثرية منها علي إختلاف أيدلوجياتهم الفكرية و عمالتهم في التعامل و التعاطي مع القضايا الوطنية في زمن الأزمات و إن كان إنهيار و ضياع الوطن و طمس تاريخنا و هويتنا ..
كل تلك المعطيات و ما تفجر من الوعي الفردي و الجمعي و غيرها كان سبباً للمقاومة الشعبية التي إنتظمت فيها كل شرائح و فئات و قبائل السودان حتي حرائره فهي ردة فعل مجتمعية رافضة للظلم من خلال اسلحتها المعنوية بالغة التأثير و القوة تنبئ عن حقيقة ساطعة هي أن الإنسان بطبيعته كائن مقاوم لكل إنتهاكات حقوقه من أجل كرامته و كرامة وطنه و سيادته و الآن كل الأمة السودانية داخل الوطن أو خارجه فاقت من تأثير تلك الحرب الإعلامية و النفسية التي مورست عليه طوال الفترة الماضية من الحرب بالوعي الكامل لتلك المؤامرة و الخيانة ..
المقاومة الشعبية هي عز الوطن تنشد سيادته و كرامته و نصرته، من خلال إصطفافها في خندق واحد جنباً إلي جنب مع القوات المسلحة لمواجهة أعداء و خونة الوطن. وهي مسلحة بالإيمان وعزم التوكل و النصر أو الشهادة بمباركة القائد العام لقوات الشعب المسلحة الباسلة، تزف الشهيد تلو الشهيد لصد اي خطر يهدد أمن واستقرار الوطن العزيز ..
فالمقاومة و ثقافتها كرسالة إنسانية حق أصلاً للأفراد والجماعات والدول في الدفاع عن أنفسهم بإقرار كل المواثيق و القوانين الدولية لأنها مقاومة وطنية توقظ الحس الوطني والإنساني وتنبذ الخنوع والعجز والإحباط وتسودها تحكيم العقل في كل التحديات التي تواجه الشعب و الوطن في الراهن السياسي المفروض قسراً و المستقبل الذي يكتنفه الغموض و التوجس.
كان لابد من ترسيخ وعي سياسي مستدام للأُمة السودانية حتي لا تختطف من قبل خونة لهم أجندة خارجية أو حزبية أو شخصية ضيقة ..
و حتي نجني كل ثمار مقاومتنا أيضا مدنياً لابد لنا جميعا أدباء و مفكرين و مثقفين و إعلامين و كل هيئاتنا العمالية و النقابية و إتحادات طلابنا و أئمة مساجدنا ان يكون لنا دوراً كبيراً في تعزيز الحس الوطني وكل من موقعه نحقق الحرية و السلام و العدالة لا أن نكون “حُواراً” لكل خائن يخطب بها ،فنحن الذين نحققها بيننا و بمراقبة السُلطة السياسية من خلال المراقبة و المحاسبة عبر مجلس الأمة و الشعب و الإعلام و مدي الإلتزام بالخطط و البرامج السياسية التي تم توافق عليها من قبل الشعب فكان هو العامل عليها وأن نقاوم ثقافة الفساد و الإفساد في كل أمور حياتنا اليومية و مؤسساتنا الحكومية و محاربة خطاب الكراهية و القبلية و العنصرية و الطائفية و الفتن و تشجيع ثقافة التسامح و المواطنة و المحافظة علي نسيجنا الإجتماعي و إرثنا و قيمنا و عاداتنا التي تميزنا عن كل شعوب العالم التي نظم فيها شاعرنا الكبير رحمه الله إسماعيل حسن فخراً و إعتزازاً بها في رائعته *بلادي أنا* التي كل أجزاءها لنا *وطن*
و لله درك يا وطن …