وفي الدوحة رجال صامدين
الطاف حسن الجيلي
الخرطوم=^المندرة نيوز^
عندما تسللت المليشيا المتمردة لمدينة ودمدني كنا ندرك أن غبار الغدر سيلحق بدوحتنا الوديعة، ولكننا لا نعي حجم الخلايا النائمة التي تنام وتصحى على أكف مدت لها المأوى ووفرت لها الحياة الكريمة في أحلك الأزمات الإنسانية التي ضربت بلادنا الحبيبة.
عندما سمعنا أن قرية الدوحة تستهدفها المليشيا لم نستبعد لأننا نعلم انها الشمعة التي تضئ منطقة جنوب الجزيرة بقامات وطنية عظيمة، وعقول نيرة بالعلم والمعرفة والحكمة، إذ تتسابق أجيالها على التطوير والتنمية سواء بالبنى التحتية او الحياة الإجتماعية التي تتقارب فيها مستويات المعيشة، وهي القرية الوحيدة التي لا توجد فيها فوارق إجتماعية وهذا إن دل إنما يدل على الترابط الاجتماعي وبالدارجي ^المشايلة^.
عندما نهبت المليشيا في أول غَرفة لها من الدوحة 157 مركبة على الرغم من مقاومة رجالها ، لم تكن بالصدفة ولكن بالمرشدين للمليشيا، هولاء يجب كشفهم وإعدامهم بالميدان الرئيسي للقرية ليكونوا عظة وعبرة لأمثالهم.
ما نقوله لهؤلاء.. الدوحة ليس بلد كيزان كما تتوهمون، الدوحة أبناءها شقوا طريق الاغتراب منذ سنين بعيدة متوارثة، وضحى رجالها بأغلى سنين عمرهم في بلدان الغربة والكل يعلم ذلك. مجد شبابها في السوق التجارية والزراعة وفي شتى المجالات الحياتية بلا استحياء أو تكبر، والكل يعمل في الدوحة الوديعة.
ألمنا جدا عندما سمعنا المليشيا الإرهابية تعاود جرائمها بالقرية وتستبيح المنازل التي اختارتها بعناية، طبعا بتوجيه مرشديها ضعفاء النفوس الرخيصة.. لماذا ترشدون لأخ لكم أياديه البيضاء داخل بطونكم وتعملون انه لم يكمل العامين مستقراً في السودان وجاء ليعوض أبنائه ما سلبته منه سنين الغربة، لماذا تدلون على بيوت الموظفين الذين يخرجون من القرية الفجر ويرجعون العشاء من سنار ومدني والحوش والحاج عبدالله، لماذا تتبرزون في إناء طعامكم يا عملاء..
الدوحة مثلما ما بك من رجال قدموا أرواحهم شهداء فداء لأرضك الطاهرة وحماية للعرض.. فاعلمي انك تذخري بأشجع الرجال لإعادة هيبتك وضخ الروح فيك من جديد، تأكدي ستعودي أقوى ونظيفة من دنس هولاء..
الروح الجماعية التي سطرت تاريخ في معركة الكرامة بقريتنا الدوحة كفيلة برد إعتبارها، إخواني وآبائي ما أصابكم لن يزيدكم إلا شجاعة وقوة وصلابة، ونثق فيكم جدا.. ارموا قدام وافضحوا الخونة هم قراب منكم…
=أبقوا الصمود..